
أطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش البحث النحوي القرآني عند ابي علي الفارسي
أطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش البحث النحوي القرآني عند ابي علي الفارسي
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية أطروحة الدكتوراه والموسومة بـ (البحث النحوي القرآني عند ابي علي الفارسي ) .
هدفت الدراسة التي تقدم بها الطالب وليد عبدالله احمد , واشرف عليها الأستاذ الدكتور ليث اسعد عبدالحميد ، الى دراسة البحث النحوي القرآني عند ابي علي الفارسي .
وتوصلت الدراسة الى استنتاجات عدة ابرزها ان شخصيّةُ الفارسيّ برزت ، أقوى ما تكون لعالمٍ كبير في أصالة آرائه ، وقدرته في المُناقشة والتعليل والاحتجاج ، وإصدار الأحكام ، ودقّة العرض ، فأصبحَ في منزلة شيوخ هذا العلم الكبار كالخليل ، وسيبويه ، والأخفش ، والمازنيّ ، إذ حملَ إعجاب الفارسيّ بأحمد بن يحيى ( ثعلب ) الكوفي ، ورده على المُبرّد البصري ، وعلى شيخه الزَّجَّاج دليلاً على موضعيته العلميّة ، وإخلاصه لنهجه النَّحويّ , وانه كان في كتبه يعرضُ بالشرح والتفسير والبيان لمستوياتٍ مُتقدمة في النَّحو ، إذ يقف على موطن الشاهد النحويّ القُرآنيّ ، دليلاً في سماعهِ وقياسهِ وإجماعه .
وأوضحت الدراسة ان الأصول مُعتمدةً عندَ شيخنـا ، يأخذُ بها مناقشًا ومفسأرًا عالمًا ، بهـذه الصناعة ، وله حضوره المتميز ، والرأي الصائب في أغلب مسائله ، إذ اعتمد اللُغةَ العاليةَ – لُغة القُرآن – ، وتمام المعنى كثيرًا أساسًا للتمييز ، والترجيح والتوضيح والتحسين ، وقد ربط بذهنية العالم بينَ قياسِه وسماعِه ، وأقامَ بينهما الصِلات ، ويأتي بالإجماع في المُقدمة موجباً للقياس من موضوعات التعليل والاحتجاج والاستدلال, وان الهدفُ الرئيس من نشأة النَّحو هو لخدمة القُرآن الكَريم ، ومعرفةِ تراكيبهِ وأساليبهِ ، وإنَّ النَّحو هو معيارٌ لضبط النَّص القُرآنيّ ,كذلك فكرةُ البحث النَّحويّ القُرآنيّ عندَ الفارسيّ تسيرُ في اتجاهين ، الأول موافق للقواعد النَّحويّة ، وهو ما ارتضاه أهل النَّحو بكلّ ما ورد فيه من قراءات ومعاني وأساليب والآخر ما كان في ظاهره مخالف للقاعدة النَّحويّة ، فحُمل على التأويل والمعارضة والردّ والفارسيّ كان له نصيب من هذا في ردّه على شيخه الزَّجَّاج في إغفاله ، وفي مسائله عامّة .
وبينت الدراسة إن البحثُ النحويُّ القُرآنيُّ يرتكزُ على مصدرِ العربيّةِ الأوَّل وهو القرآنُ الكريمُ وما حواهُ من قواعدَ نحويّةٍ ، بمعنى أنَّ النَّحو تابعٌ للقرآنِ ، فالفارسيُّ لهُ عنايةٌ فائقةٌ بالشاهدِ القُرآنيّ فتجدُهُ أحيانًا يتفقُ مع من سبقهُ من العلماءِ ، وأحيانًا يعارضُ ويستدركُ عليهم في بعضِ الأََحيان ، وقد تَتَبعنا آياتِ كتابِ اللهِ سبحانهُ وتعالى المبثوثةَ في مؤلفاتِ الفارسيّ ، إذ وظَّفَ النَّصَ القُرآنيَّ لبيانِ القاعدةِ النحويّةِ وصحتها فكانْت اختياراتُنا دقيقةً للآياتِ ، ولا شكَ أنهُ توجدُ قواعدُ نحويّةٌ لم يقبلها النحويونَ ، فأخذُوها بالتأويلِ والمعارضةِ ، والفكرةُ الرئيسةُ ، هي عرضُ القاعدةِ على النَّصِ القُرآنيّ ، فما وافقَ البحثَ فهو المعتمدُ ، وكانت كُتُبُه حافلةً بالشواهد القرآنيّة ؛ إذ شَمِلتْ مادةً غزيرةً من آياتِ كتابِ اللهِ ، فضلاً عن وجودِ الشعر والنثر والرجلُ عالمٌ بالعربيّة .