اطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش شعر الغزل بين عمر بن ابي ربيعة وبشار بن برد ونزار قباني دراسة اسلوبية موازنة
اطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش شعر الغزل بين عمر بن ابي ربيعة وبشار بن برد ونزار قباني دراسة اسلوبية موازنة
ناقشت كلية للعلوم الانسانية اطروحة الدكتوراه الموسومة بـ ( شعر الغزل بين عمر بن ابي ربيعة وبشار بن برد ونزار قباني – دراسة اسلوبية موازنة ) .
وتهدف الدراسة التي تقدم بها الطالب ( خالد فائز ياسين ) ، الى الموازنة الفنية بين الشعراء الثلاثة الذي انتمى كل منهم إلى عصرٍ وثقافةٍ يباين بهما الآخر، ألا وهم : عمر بن أبي ربيعة ، وهو شاعر أموي يمثل عصره بكل أوصافه وميزاته ، وبشار بن برد الذي كان مثالاً لعصره العباسي في أول ثرائه الفني ، ونزار قباني شاعر المرأة والغزل في العصر الحديث فالغزل هو الأمر الجامع بينهم ، لكل منهم إبداع خاص في رسم تجربته الشعورية النابعة من رؤية فنية فردية ، تنم عن خبرة متراكمة ، ولعلنا نلمح جدوى الموازنة بين الشعراء في غرض الغزل من خلال الفائدة المستوحاة على ميدان الدرس النقدي ، وإلى إبراز القيم الجمالية لشعر الغزل عند الشعراء الثلاثة : وهو الذي ارتبطت طبيعته مع نسقٍ ثقافي ، فرضهُ الذوق الجديد ، أو التغير ، أو البنية الفنية لقصيدة الغزل ، باختلاف عصر كل شاعر منهم ، ولما كان الفن نتاجاً للوعي الجمالي في نمط من أنماطه التاريخية ، فهو يكثف التجربة الاجتماعية تكثيفاً فاعلاً راقياً على وفق منظور ذاتي تخيلي تقويمي ، ومن هنا فقد صدرت رؤية فردية لكل شاعر تصوّر غزلهُ على نحوٍ لا يتغزل – حتما – عن بنى ذهنية ما وراء الفردية ، تنتمي إلى مجموعة خاصة تتكل على الدوام استجابة لتغير الواقع لديها.
وتوصلت الدراسة الى عدة استنتاجات كان من ابرزها ان قواسم مشتركة بين عمر وبشار ، يبدأ الاثنان مطلع قصيدتهم بالاستفهام التجريدي يضج هذا الاستهلال الاستفهامي بصراع نفسي ينقله إلى ساحة المخاطب ، ونجد أيضاً عوامل تعبيرية مشتركة على شكل صيغ لغوية التزم بها الشعراء الثلاثة وهي التزامهم بالاستفهام التقريري ، وهو اقتران همزة الاستفهام بنفي ، ثم الاستفهام المجازي ، حين يخرج إلى معنى التعجب تظهر دلالته مسبقاً ، وذلك من خلال ذكر الشاعر لفظة ( عجب ) ، وهذا النمط التركيبي واضح في شعر عمر وبشار ، وهناك قواسم مشتركة أيضاً في هذا الأسلوب بين عمر وبشار، مثلاً الشاعران استخدم نداء (( الصاحب )) بصيغة (( يا صاحبي )) ونداء (( خليلي )) ثم اقتران النداء مع أسلوب الأمر (( يا قلب أطربني )) و(( يا ثر الفؤاد ردي )) واستخدما نداء بعض الأدوات اللغوية ، منها نداء (( ليت ، حبذا ، أيها )) والنداء عند نزار قباني ، نجد اللازمة المتكررة في النداء من حيث الأداة هي ( يا وأيا ) ، وأيضاً نجد اقتران المنادى بضمير المتكلم شائع في نداءات نزار أكثر من عمر وبشار ، أو نداء لا نجده عندهما ، أما الأغراض المجازية التي خرج لها النداء ، إذ تم حصرها في ثلاثة أغراض هي الغالبة في نداءات الشعراء الثلاثة هي ( التذليل وبث الشكوى ، والتقريب ، والملاطفة ، والتعجب ) .
وتوصلت الدراسة ايضا الى وجود التزاماً هندسياً عند عمر وبشار في تصنيف الجناس ورسمه في البيت الشعري الواحد وكأنما نهج سار عليه الشاعران ، أما نزار قباني فلم يلتزم مثلما التزم عمر وبشار ؛ فالجناس بنية ثرية أكثَرَ منها الشعراء المحدثين ومنهم (( نزار قباني )) وشقوا منها أشكالاً متعددة أختلف عند ألوان الجناس عند البلاغيين القدماء أو عند الشعراء القدماء . وفضاء صيغ الجناس يعد فضاءً تراكمياً لبنى غايتها ، أولاً النظم الموسيقي وتوزيعه على النص الشعري ، وثانياً: الإمساك بالحقول الدلالية من بعد النظم الموسيقي ، وأفاض الشعراء الثلاثة في ذكر التفاصيل الحسية الدقيقة للمرأة رمز العشق لديهم فلم يتناسوا ذكر جزءٍ من أجزائها إلا وصفوه بما يشبه من مظاهر الطبيعة المتنوعة في جمالها ورونقها وخصوصيتها . وقد ذكرت نماذجاً من هذه الأوصاف على سبيل شاهد الموازنة بين الشعراء الثلاثة وأسلوبية كل شاعر في تناولها ، مع إجراء موازنة بينهم نجد أوجه من التشابه بين عمر وبشار . ومع أوجه الاختلاف عند نزار قباني ، فهو لا يرى المرأة إلا جسداً ، أي نظرته إليها منبثقة من مبدأ الجنس إلى الجنس ، في هذا المجال فقط مع حضورها في كثير من القصائد بعيداً عن الغريزة الجنسية ، فهي الأم والأخت والمناضلة والمرأة المتمردة على الأوضاع القاسية .
نشر : م. مترجم: زينة فيصل ياسين| بقلم: اعلام الكلية