اطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش مظاهر التشكيل السيميائي دراسة في لوحات الصراع في الشعر الجاهلي
اطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش مظاهر التشكيل السيميائي دراسة في لوحات الصراع في الشعر الجاهلي
كتب / اعلام الكلية:
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية اطروحة الدكتوراه الموسومة بـ (مظاهر التشكيل السيميائي دراسة في لوحات الصراع في الشعر الجاهلي ) .
وتهدف الدراسة التي تقدمت بها الطالبة ( شيماء حاتم عبود مطر الصباحي ) ، وأشرف عليها الاستاذ المساعد الدكتور ( سعيد عبد الرضا خميس ) ، الى إظهار العلاقة القائمة بين أطراف الصراع ، ويكون هذا الصراع هو المحور الذي تقوم عليه تلك اللوحات ، إذ لا يخلو عصر ما من الصراعات ولاسيما صراع الأفكار والرؤى بين أطراف عديدة في المجتمع ، والتعرف على اقسام لوحات الصراع من حيث موضوعاتها على قسمين : الأول : لوحات الصراع الإنساني ، والآخر : لوحات الصراع الحيواني إذ كان للصراع دورٌ مهمٌ في حياة الإنسان الجاهلي وكانت طبيعة الحياة آنذاك تفرض هيمنتها عليه ، لذلك كانت الصراعات مستمرة تنشب بين الأفراد والقبائل لأسباب كثيرة ومن مهمة الشاعر هي تسجيل تلك المواقف والمشاهد مفصلاً فيها . أما لوحات الصراع الحيواني ، فقد شكلت حيزاً ضمن هذا الشعر وحملت مكانة خاصة ، وبينت هذهِ اللوحات أهمية الحيوان في حياة الإنسان حينذاك .
وتوصلت الدراسة الى عدة استنتاجات كان من ابزها ان الدراسة ظهرت أن للاتجاه الأول ( التواصلي ) ضمن المنهج السيميائي أهمية كبيرة في العملية التواصلية ، وإن هذهِ العملية تتم عبر مجموعة من الإشارات ، والأنظمة اللغوية ، وغير اللغوية ، وإن العلامة التواصلية محكومة بقصد تواصلي ، واشتملت نظرية التوصيل حسب مفهوم ياكوبسـون على عناصر هي ( المرســـل ، المرســـل إليه ، الرسالة ، السياق ، الشفرة ، قناة الاتصال ) ، وشكل المكان نظاماً أشارياً وشكلاً من أشكال التواصل ، وقد اعتمد هذا التشكيل على مرجعيات محددة ثقافياً ، وعُد المكان من المدركات الحسية التي تشير إلى التواصل ، ودالاً تواصلياً ، حاول الشاعر من خلاله إيصال تجربته مع الحياة .
وأظهرت الدراسة أن المكان في الشعر يتشكل عن طريق اللغة ، لكنه لا يعتمد عليها وحدها ، وإنما يحكمه الخيال الذي يشكله بوساطة اللغة ، وإن هذهِ الأمكنة لا تعد حدوداً جغرافية ، بل أصبحت علامات سيميائية تنطق بخطابات الإنسان ودوافعه وهواجسه الفكرية ، وأرضية إبداعية مشحونة بالعطاء والتواصل والإثارة على التأمل ؛ فالمكان كان أنموذجاً من نماذج وسائل الاتصال ، وارتبط بقدرة تأويلية تصوغ أشكالاً من البنى التي تخصه ، ووجدت الدراسة أن لوحة الصراع مع المكان هي تواصل يفرضه اللاشعور الجمعي ، إذ الشاعر لا يتصور الفن عملاً فردياً ، بل يتصوره نوعاً من النبوغ في تمثيل أحلام المجتمع والتواصل معه .
ووجدت الدراسة أن الصور البيانية ( التشبيهية ، والاستعارية ، والكنائية ) كانت إحدى أساليب التواصل التي أفاد منها الشعراء الجاهليون في توصيل مشاعرهم وخلجات نفوسهم ، وإن حروف التشبيه ( الكاف ، وكأن ) شكلت علامات تواصلية ، ولاسيما في لوحات الصراع مع الطلل ، إذ حمل أسلوب التشبيه وظيفة إعلامية ، والوظيفة الإعلامية هي وجود دال يحمل صفة وجودية بوصفها علامة لسانية ويحمل علامة إعلامية ، وقد حمل هذا الأسلوب البياني هذهِ الدلالة العلاماتية ضمن وظيفة السياق في النظرية التواصلية ، واختلاف دلالة الصحراء عند الشعراء الصعاليك ، وحملت صفة ازدواجية في العملية التواصلية ، إذ شكلت علامة من علامات تواصل الشاعر مع ذاته من [جهة وانقطاعه عن مجتمعه من جهة أخرى .