اطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش أسلوبية التجاور البلاغي في القرآن الكريم
اطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش أسلوبية التجاور البلاغي في القرآن الكريم
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية أطروحة الدكتوراه الموسومة بـ (التجاور البلاغي في القرآن الكريم ) .
وتهدف الدراسة التي تقدم بها الطالب منير مصطفى عبد الكريم ، وأشرف عليها الاستاذ الدكتور فاضل عبود التميمي ، الى التعرف على أهم مفاصل الأسلوبيَّة القائمة على تجاور أساليب المستوى الصَّوتي, والتَّركيبي, والدّلالي في الآية الواحدة للوصول إلى حاصل جمع علاقات تجاور الأساليب الَّذي يفصح عن الدّلالة واثباتها وتوكيدها وتصويرها الفني .
وتوصلت الدراسة الى استنتاجات عدة منها ان التَّجاور يعمل على تبسيط المعنى وخلق الأثر في عقل المتلقي من أجل الوصول إلى القصد عبر افتراضات يجد فيها أفكاره فتهدأ نفسه ، وان تجاور الحركات في القرآن الكريم يسهم في تحديد دلالة معنى الكلمة أو بيان شيء من خصائصها يتلون بتلون أغراض الآية الشريفة الَّتي يربطها الصَّوت والدّلالة , فالحركة الإعرابية في السّياق القرآني قد توحي احياناً بمدلولات بيانية فنية تتعدى المفهوم الإعرابي ، ويعتمد أسلوب التَّكرار على آلية التَّجاور فهو يعمل معه على رصد الغايات المتحققة في سياق النَّص, ويساعد في الكشف عن الفكرة والموضوع، وجمع الأفكار وتوحيدها نحو دلالة المعنى وإيصالها إلى المتلقي .
بينت الدراسة ان التَّأثير النَّفسي النَّاتج من تجاور التّكرار المُنظم يعمل على تركيز الأنظار نحو أهمية الموضوع , وبيان القصد بشكل تدريجي يؤدي إلى توالد المعنى الَّذي يبدأ بنقطة محددة ثَّم يمدها إلى مفردات أخرى تتصل بها وتماثلها بوساطة تجاورها لتشكل سر قوتها في بناء علاقاتها مع الأساليب الصوتيَّة، والتركيبيَّة، والدلاليَّة، وأفصحت الدراسة أنَّ الجناس كثيراً ما يشترك مع التّكرار ولعل الرابط في هذه الشّراكة هو التَّجاور الدلالي ذلك لأنَّ الجناس نمط فني يجري على آلية تكرارية في السياق .
وأوضحت الدراسة ان تجاور الأساليب التَّركيبية يفصح عن فوائد سياقية تنطوي على دلالات نفسية خاصة تتعلق بالمتلقي كان أبرزها التَّقرير, والتَّوكيد, والعدول, والتَّخصيص, والتَّوضيح لموضوع محدد يحمل رسالة معينة ، ويكشف تجاور التقديم والتأخير عن منهجية سليمة في التسلسل الزمني الَّذي يتضمن أكثر من نبي صلاة الله وسلامه عليهم أجمعين، وإنَّ تجاور الحذف لا يقف عند الايجاز وإنما يتجاوز ذلك إلى إثارة الاحتراز, والخوف من الإيهام , والشك , توصلاً إلى حالة من اليقين والثّبات ، وأثبت تجاور أساليب النَّفي توجيه رسائل مهمة مثل اثبات وحدانية الله تعالى الَّذي هو في المقام الاسمي من دعوات الأنبياء والرسل (عليهم السلام) .