اطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش المشاكلة في الحديث النبوي الشريف – دراسة لغوية
اطروحة دكتوراه في كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش المشاكلة في الحديث النبوي الشريف – دراسة لغوية كتب / إعلام الكلية : برئاسة السيد عميد كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة ديالى الاستاذ الدكتور نصيف جاسم محمد الخفاجي ناقشت الكلية اطروحة الدكتوراه الموسومة بـ (المشاكلة في الحديث النبوي الشريف – دراسة لغوية ) . وهدفت الدراسة التي تقدم بها الطالب علي عبد الخالق كاظم ، وأشرف عليها الاستاذ الدكتور ابراهيم رحمن حميد ، الى تسليط الضوء على المشاكلةَّ اللغوية والتي يقصد بها المشاكلة الصوتية ، والمشاكلة الصرفية ، والمشاكلة النحوية والمشاكلة الدلالية, وكانت المشاكلةُ حاضرةً في الحديث النبوي الشريف كما هي موجودةٌ في القرآن الكريم, والشعر العربي . وتوصلت الدراسة الى استنتاجات عدة منا إنَّ إنَّ مصطلحَ المشاكلةِ الذي عرفَه اللغويونَ جاءت بمعنى المشابهة أو المماثلة أو المجانسة, وجاءت تابعة لمراد النبي (صلى الله عليه واله وسلم), ويختلف عن معناه عند البلاغيين في تعريفها الاصطلاحي ، وتبيَّنَ مِن خلال جرد ظاهرة المشاكلة بنوعيها في الحديث النبوي الشريف أنَّ المشاكلةَ اللفظيةَ هي الأكثر وقوعًا, ثم تتبعها المشاكلة المعنوية, لأنَّ في المشاكلة المعنوية يكونُ اللفظُ المشاكَلُ غير موجود, فتحتاج إلى إعمال العقل, ممَّا يفضي إلى صعوبة الكشف والاستدلال عنها, إذ يستدلُّ عليها من خلال اللفظ المشاكِل، وان المشاكلةَ الصرفيةَ تعني وجودَ مطابقةٍ أو مماثلةٍ بين الصيغ, ممَّا ينتجُ عنه تغييرُ الصيغةِ؛ لمطابقةِ صيغة أخرى, كي تسيرَ تلك الصيغُة على إيقاعٍ واحد, وهذا بسبب ما تتميزُ به اللغة العربية من إيثار الخفة والسهولة, فضلًا عن الموسيقية في الكلام. بيّنت الدراسة أنَّ مماثلةَ الأصوات كما في الإدغام, وتقاربها كما في الإبدال, والتي تكون لعلَّة المشاكلة؛ بسبب ما تتميز به اللغة العربية من الموسيقية, والاقتصاد في الجهد العضلي لأجهزة النطق؛ لأنَّ بتماثل الأصوات أو بتقاربها يتحقق الانسجام الصوتي, وهذا التوافق والانسجام لا يحصل في الكلمة الواحدة فحسب, بل يحصل في الكلمتين المتجاورتين، وتؤدي المشاكلةُ إلى متعةٍ نفسيةٍ لدى المتكلِّمِ والمخاطب على حدٍّ سواء, ولا بدَّ من مراعاةِ المعنى, فهو الأساسُ في عمليةِ الكلامِ ،وأنَّ المشاكلةَ تكون إمَّا مشاكلة قبليةُ: يكونُ اللَّفظُ الثاني مشاكلًا للَّفظِ الأولِ, أي أنَّ اللَّفظَ (المشاكِل) يأتي بعد اللَّفظِ (المشاكَلِ), وإمَّا مشاكلة بعدية: يكونُ اللَّفظُ الأولُ (المشاكِلُ) مشاكلًا للَّفظِ الثاني (المشاكَلِ), أي أنَّ اللفظَ المشاكِلَ يأتي قبلَ اللفظِ المشاكَل ، واتضحَ أنَّ المشاكلة القبلية أكثر من المشاكلة البعدية ، ولم تأتِ المشاكلةُ لغرضِ تكرارِ اللفظ, أو لغرضٍ تزييني, بل جاءت لأغراضٍ دلالية, فقد كانت المشاكلة بين الألفاظ من مبتغاهم ، وكانَ الخروجُ عن الأصلِ في الحديثِ النبويِّ الشريفِ لِقَصْدِ المشاكلةِ كثيرًا . وأوضحت الدراسة أنِّ ظاهرة الإتباع تقع؛ لأجلِ المشاكلة سواء بالحركة لغير إعراب أو باللفظ أو بالوزن ، ووجدت في الحديث النبوي الشريف مخالفةً لعددٍ مِن قواعدِ الإعرابِ بسبب المشاكلة, نحو قولِه (صلّى اللهُ عليه واله وسلَّم): ((لا تدخلوا الجنةَ حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا)) فالأصل (لا تدخلون- لا تؤمنون), وكذلك قد خالفها اللغويون النحويون, كما في قولهم: فعَلْتُه على ما يسوءك وينوءك, إذ إنَّ الفعلَ )ينوءك (يتعدَّى بحرفِ الجرِّ)الباء), فقد عُدِّيَ الفعلُ بنفسِهِ؛ ليشاكلَ الفعلَ (يسوءك).