
اقام قسم التاريخ في كلية التربية للعلوم الانسانية ، حلقة نقاشية في تجارة الرقيق في قارة افريقيا خلال العصور الحديثة .
كلية التربية للعلوم الانسانية تقيم حلقة نقاشية في تجارة الرقيق في قارة افريقيا خلال العصور الحديثة
اقام قسم التاريخ في كلية التربية للعلوم الانسانية ، حلقة نقاشية في تجارة الرقيق في قارة افريقيا خلال العصور الحديثة .
وتهدف الدراسة التي قدمها الاستاذ المساعد الدكتور موفق سالم هادي الى تسليط الضوء على تجارة وعبودية الرقيق خلال قرابة (400) عام .
واوضحت الدراسة إن تجارة الرقيق التي قام بها البرتغاليون والبريطانيون وبقية الأوروبيين في غرب إفريقيا على وجه التحديد خلا ل القرون الماضية رافقتها أعمال بشعة أثناء نقل الرقيق تدل على غياب وموت الضمير الإنساني والتناقض في الفكر البشري في ذاك الوقت حيث يتشدق الأوروبيون بقيم الديمقراطية والحرية والمساواة وعالمية مبادئهم ونظمهم وفي نفس الوقت يسترقون غيرهم من أبناء آدم ، ويقدر عدد العبيد الذين ينقلون من إفريقيا سنويا بأربعين ألف , وكان يموت 10% منهم أثناء تنقلاتهم لعدم الاهتمام بطعامهم أو صحتهم ،وقد حققت هذه التجارة لأوروبا أرباحا خيالية, وأصبحت هذه السلعة هي الأساس الذي بنت عليه تلك الدول الاستعمارية اقتصادها ورخاءها, ولذلك قد قيل بسبب اشتهار ميناء ليشبونة في البرتغال وميناء ليفربول في انجلترا برواج تجارة الرقيق بأن " ليشبونة وليفربول قد بنيتا على عظام الرقيق الأسود ودمائه .
واكدت الدراسة ان الرق وتجارة الرقيق عد ضمن أسوأ انتهاكات حقوق الإنسان كانت تجارة الرقيق عبر الأطلسي ، على امتداد تاريخ البشرية ، أمرا فريدا في تاريخ الرق نظرا لطول أمدها (أربعمائة عام) وحجمها (قرابة 17 مليون شخص باستثناء أولئك الذين لقوا حتفهم في أثناء نقلهم) وكذا إضفاء الشرعية فيما تضمنته قوانين ذاك الوقت ، ولقد شكلت تجارة الرقيق عبر الأطلسي أكبر عملية ترحيل في التاريخ وغالبا ما يشار إليها على أنها النموذج الأول للعولمة ، وبامتدادها منذ القرن السادس عشر إلى القرن التاسع عشر، فقد شملت مناطق وقارات متعددة أفريقيا وأمريكا الشمالية والجنوبية، وأوروبا والكاريبي وتسببت في بيع ملايين الأفارقة واستغلالهم من قبل الأوروبيين، وكانت السفن المحملة بالبضائع التجارية كالبنادق والمشروبات الكحولية والخيول الموانئ الأوروبية تغادر متجهة إلى غرب أفريقيا، حيث يقومون هناك بتبادل هذه البضائع مقابل أفارقة مستعبدين ، ويكون هؤلاء المستعبدون إما أسرى من الحروب أو ضحايا للتجارة المحلية المزدهرة في أسر العبيد وبيعهم.
وبينت الدراسة ان حركة إلغاء الرق ازدادت في القرن التاسع إذ بدأت عدة ولايات ضمن الولايات المتحدة ، في عام 1777 بإصدار قوانين تجرم الرق والإتجار بالرقيق قبل التشريع الاتحادي بفترة طويلة ، وزاد الجهد العالمي مع توقيع عديد الأمم على المعاهدات الدولية بهذا الشأن. وبحلول عام 1807، كانت كل من بريطانيا العظمى و الولايات المتحدة قد ألغيا تجارة الرقيق عبر الأطلسي ، إلا أن هذه الجهود لم تعن انتهاء الرق ، وبعد مرور عقود عدة ، أنهى قانون إلغاء الرق لعام 1833 العبودية في كندا وجزر الهند الغربية البريطانية ورأس الرجاء الصالح، في حين وقع قانون إلغاء الرق الهندي في عام 1843، وألغي الرق في فرنسا في عام 1848، كما ألغي في الأرجنتين في عام 1853، وألغي كذلك في المستعمرات الهولندية وفي الولايات المتحدة في عام 1863، وألغي كذلك في البرازيل في عام 1888.