
برعاية السيد رئيس جامعة ديالى وإشراف السيد عميد الكلية كلية التربية للعلوم الإنسانية تعقد ندوة في دور العراق في اتفاقيات التصدي للتغيرات المناخية من مؤتمر كيوتو الى مؤتمر باريس
برعاية السيد رئيس جامعة ديالى وإشراف السيد عميد الكلية
كلية التربية للعلوم الإنسانية تعقد ندوة في دور العراق في اتفاقيات التصدي للتغيرات المناخية من مؤتمر كيوتو الى مؤتمر باريس
كتب / إعلام الكلية :
برعاية السيد رئيس جامعة ديالى الأستاذ الدكتور عبد المنعم كريم عباس ، وإشراف السيد عميد الكلية كلية التربية للعلوم الإنسانية الأستاذ الدكتور نصيف جاسم محمد الخفاجي، عقدت شعبة التعليم المستمر في الكلية بالتعاون مع قسم الجغرافية ندوة في دور العراق في اتفاقيات التصدي للتغيرات المناخية من مؤتمر كيوتو الى مؤتمر باريس .
تضمنت الندوة التي ناقش محاورها الأستاذ الدكتور فراس عبد الجبار الربيعي، والأستاذ الدكتور رعد رحيم حمود ، والأستاذ المساعد الدكتورة نسرين هادي رشيد ، والمدرس الدكتور طلال منيهل كريم ، والمنسق الوطني لاتفاقية التغييرات المناخية الأسبق المهندسة سوزان سامي جميل ، عدة محاور كان من ابرزها محور المناخ ايقونة الارض، ومحور الابعاد السياسية لاتفاقيات التغير المناخي، ومحور التغيرات المناخية الاسباب والنتائج، ومحور اتفاقيات التصدي للتغيرات المناخية ودور العراق فيها، والمحور الأخير كان في الاتفاقيات البيئية المتعددة الاطراف .
جاء في الندوة ان مشكلة التغيرات المناخية والاحترار العالمي تعتبر من الظواهر المتطرفة والمتمثلة في القحط والجفاف والتصحر والفيضانات وندرة الموارد المائية وزحزحة النطاقات المناخية، هذه المظاهر وغيرها لها اثار متعددة على كل اقطاب الكرة الارضية تداعياتها السلبية هذه اخذت تزداد حده مع مرور الزمن مما دفع بأصحاب القرار الى اتخاذ مجموعة من التدابير والقرارات التي تهدف الى التخفيف والتكيف مع ظاهرة التغيرات المناخية عبر الانخراط والمصادقة على عدة اتفاقيات للحد من التغيرات الحاصلة.
وضحت الندوة إن اتفاقية كيوتو من أكثر الاتفاقيات إثارة للجدل نتيجة لما دار حولها من جدل سياسي واقتصادي على الرغم من وجود الخلافات السياسية منذ مؤتمر ستوكهولم عام 1972 الذي اعلنت دول الكتلة الشيوعية بقيادة الاتحاد السوفيتي السابق انسحابها منه بحجة عدم توجيه الدعوة إلى المانيا الشرقية آنذاك، وقد ظهرت الخلافات على أشدها في مؤتمر كيوتو نتيجة لتباين المصالح الوطنية فقد عارضت الولايات المتحدة الامريكية بروتوكول كيوتو بشدة بحجة انه يضر بصناعتها الوطنية وانه سيؤدي الى موت صناعة الوقود الاحفوري حتما، وزيادة في اسعار الطاقة، وتقليل فرص العمل مع زيادة في الاعتماد على الغاز الطبيعي . أما بالنسبة لروسيا فقد استغلت الفرصة للحصول على بعض المكاسب السياسية ومنها اغلاق ملف حقوق الانسان في الشيشان، وفي المقابل طالبت الصين والهند بان تكون الطاقة النووية من ضمن الطاقة النظيفة التي تلتزم الدول الصناعية الكبرى بتمويلها في الدول النامية، فضلا عن إن الهند ترى إن قضايا الفقر والتنمية أهم من قضايا التلوث.
أكدت الندوة ان الاختراعات في الدول الاوروبية، وتعدد الاستخدامات في نوعية الوقود من الفحم الحجري الى فحم الكوك ، واستخدم النفط كمعدن ومادة وقود ثم استخدمت الطاقة النووية . وهذا بطبيعة الحال ادى الى التأثير على الكائنات الحية في البيئة ومنها الانسان نفسه وأثر على المناخ والذي بدورة اثر على طبقة الغلاف الجوي والذي احدث ثقب في طبقة الجو سمي بثقب الاوزون مما سمح بدخول الاشعاعات الضارة إلى الأرض والكائنات الحية التي تعيش عليها، هنا بدأت الدول الكبرى بالبحث عن آليات جديدة للحفاظ على البيئة فجاءت الاتفاقيات الدولية للالتزام بها والحد من الانبعاثات الملوثة للبيئة، إذ بدأ الاهتمام بقضايا البيئة المعاصرة عام 1972 على اثر انعقاد مؤتمر استكهولم الذي شهد مشاركة دولية واسعة برعاية الامم المتحدة وعلى الرغم من ان المؤتمر كان لأغراض بيئية الا انه لم يخلو من تقاطعات سياسية، ومن اهم النتائج التي تمخض عنها المؤتمر، انشاء برنامج الامم المتحدة للبيئة اليونيب، والبحث عن مفهوم جديد للتنمية وهو مفهوم التنمية المستدامة، واوجد المؤتمر علاقة جديدة بين الامم المتحدة والبلدان المنضوية تحت لوائها من اجل معالجة قضايا البيئة والتي تمخض عنها مجموعة من الاتفاقيات التي اطلق عليها الاتفاقيات البيئية الدولية المتعددة الاطراف وهي مجموعة من الاتفاقيات الدولية الخاصة بالوضع البيئي على كوكب الارض التي تم عقدها برعاية الامم المتحدة لغرض ايجاد اسس تعاون دولية مشتركة لحماية البيئة والمحافظة على التنوع الاحيائي .
بينت الندوة ان الصناعة عامل رئيس في عملية التأثير في موضوعة التغيرات المناخية، إذ ضلت البيئة لألاف السنين دون آي تغيرات مناخية حتى ظهور الثورة الصناعية التي شرعت بشكل نهم في استهلاك الوقود الاحفوري واستخدام مختلف انواع المعادن الصناعية التي عملت على طرح ثاني اوكسيد الكاربون إلى الغلاف الجوي ورفع درجة حرارته مما أدى الى ذواب الثلوج ورفع منسوب البحار والمحيطات وتهديد كثير من المدن الساحلية بالفيضانات والأعاصير البحرية المدمرة، وكذلك تلويث مصادر المياه العذبة . أما الجانب الثاني فهو الجنبة السياسية في القضية وهو مسألة الحوار بين دول الشمال والجنوب والحاح دول الشمال الغني القوي الذي عمل على تلويث البيئة بصناعة المتقدمة واسلحة المتطورة تحميل دول الجنوب الفقيرة مسؤولية اصلاح البيئة وعدم السماح له بالتطور الصناعي بحجة اطلاقات الكاربون وتلويث البيئة. أما الجانب البايولوجي تقلص التنوع الاحيائي الذي بدى واضحًا يحتاج الى وقفة لمنع تدهوره والعمل على خلق قاعدة بيئية تحفظ توازن احيائي وبيئة بعيدة عن التلوث والملوثات من اجل المطر وعدم انحباسه ومحاربة التصحر بكل انواعه.
أشارت الندوة الى أن العراق عبر منذ بدايات انضمامه الى اتفاقية التصدي للتغيرات المناخية عن ايمانه بان حلول مشكلة المناخ لا تأتي نتائجها إلا بمساهمة فاعلة ومشتركة من جميع البلدان وضمن اتفاقية الامم المتحدة الاطارية لتغير المناخ واتفاق باريس وقد عمل العراق وبشكل جاد منذ انضمامه الى الاتفاقية على تنفيذ العديد من المشاريع والدراسات التي تهدف الى التكيف مع آثار تغير المناخ والتخفيف من الانبعاثات إلا إن هذه الجهود كانت تتعرض لعراقيل عديدة أهمها الحرب على الارهاب وسيطرة تنظيمات داعش الارهابية على مناطق مهمة من العراق .