
تدريسيان من جامعة غزة في فلسطين وجامعة آل البيت في الاردن ينشران بحثا مشتركا في مجلة ديالى للبحوث الانسانية
تدريسيان من جامعة غزة في فلسطين وجامعة آل البيت في الاردن ينشران بحثا مشتركا في مجلة ديالى للبحوث الانسانية
نشر التدريسي الاستاذ ( حسين عمر دراوشة ) ، من كليّة الآداب بجامعة غزة في فلسطين ، والتدريسي الاستاذ ( عبد الكريم حسين الشرعة ) ، من جامعة آل البيت في الأردن ، بحثا مشتركا في مجلة ديالى للبحوث الانسانية الصادرة عن كلية التربية للعلوم الانسانية في جامعة ديالى بعددها (74) الجزء الثاني ، والموسوم بـ ( نحو فلسفة نقدية لعلمنة مناهج الدراسات .
وتتمثل أهمية البحث في أنه يضع أفقا ويرسم تطلعات ويطلق توصيات من أجل إيجاد فلسفة نقدية لعلمنة مناهج الدراسات النقدية العربية في ظل تطور علم النص وتعدد فروعه وتطبيقاته، ويهدف هذا البحث إلى رسم مقترح وطرح رؤية نقدية لعلمنة مناهج الدراسات النقدية العربية في ضوء معطيات علم النص وتحليل الخطاب، وإضافة دراسة جادة جديدة لمكتبة مناهج النقد في الدراسات النقدية العربية .
يدعو هذا البحث إلى إيجاد فلسفة نقدية لعلمنة مناهج الدراسات النقدية العربية في ضوء معطيات علم النص وتحليل الخطاب، ورسم رؤية وبناء مقترح لتحقيق فلسفة نقدية استراتيجية تخدم الدراسات العربية بصورة أو بأخرى، وذلك من خلال تسليط الضوء على مفهوم النص والخطاب النقدي، والكشف عن العلاقة بين النص بين المؤلف والناقد، والحديث عن مناهج قراءة النصوص في الدراسات النقدية بين القدماء والمحدثين، وبيان انعكاسات المناهج النقدية في الدراسات العربية عند القدماء والمحدثين على النص المبدع، ومن ثم توضيح معالم فلسفة علمنة النقد في الدراسات النقدية العربية في ضوء معطيات علم النص وتحليل الخطاب، ومن ثم إطلاق توصيات من شأنها أن تسهم في إيجاد فلسفة نقدية استراتيجية لعلمنة المناهج في الدراسات النقدية العربية في ضوء معطيات علم النص وتحليل الخطاب .
توصلت الدراسة الى عدة استنتاجات كان من ابرزها ان العرب امتلكت ناصية الخطاب النقدي، وتعددت عندهم وسائل استقراء النصوص وطرق التحليل المبنية على قواعد أساسية في التعامل مع جماليات النصوص ومدلولاتها، وان النقد الأدبي يعتمد على تذوق النصوص والكشف عن مضامينها الجمالية ورسائل نصوصها وعناصر الإبداع فيها من خلال أنسجتها وتراكيبها اللغوية التي تحوي في طياتها كثير من الشيفرات الدلالية المركوزة في أبنية النصوص، وذلك وفق منهجية نقدية تلبي حاجات العصر ومتطلباته ، وعلمنة النقد الأدبي ترتبط بعمليات علمية معرفية مبنية على أسس واضحة تعبر عن فلسفة نحتاج إليها في ظل التخبط النقدي في التعامل مع النصوص وتحليلاتها، وهذه العمليات هي التحليل والتفسير والتقويم متداخلة في بعضها البعض ، وتحتاج علمنة النقد إلى توفير ثقافة معرفية متنوعة لمن يتصدى لعملية النقد، لذا وجب على الناقد أن يتسلح بالثقافة والمعرفة في ظل الانفجار المعلوماتي والثورة الرقمية التي لم تعد حكراً على أحد.
وبينت الدراسة ان الاستراتيجيات النقدية المطروحة على الساحة العربية والأجنبية ، لا تعدو عن كونها استراتيجيات وطرق ومناهج قرائية للنصوص ومشكلاتها الأساسية، فما نحن بصدده ونرجو العمل الجدي في تحقيقه، هو بناء نقدنا على أسس علمية واضحة تعبر عن قيم شخصيتنا القويمة وأساليب تعابيرها الخلاقة ، وتنمية النقد في ظل المتغيرات المعاصرة التي لحقت بنصوص العمل الإبداعي، تحتم على من يتصدى للنقد أن يكون متمكناً من إدارة المعرفة والثقافة الوافدة وضبطها وفق معايير ثقافتنا العربية وأخذ ما يناسبنا منها، ونكون بذلك أنتجنا ثقافة معاصرة تستحق الاهتمام وجمعت بين الأصالة والحداثة ، وتعزيز التعاون والتنسيق وتوحيد الجهود المبذولة على الساحة النقدية في العالم العربي من أجل بناء استراتيجية لنظرية عربية كبرى تكون واضحة المعالم والرسوم، تعمل على استقطاب الأعمال الإبداعية والنقدية في مختلف الثقافات وصبغها بثقافتنا العربية والإسلامية ، وضرورة إنشاء مجمع نقدي عربي يهتم بمناقشة القضايا الإبداعية ورعاية الأعمال والأبحاث والدراسات النقدية.
نشر : م. مترجم: زينة فيصل ياسين| بقلم: اعلام الكلية