
تدريسية من كلية التربية للعلوم الانسانية تنشر بحثا في مجلة اردنية
تدريسية من كلية التربية للعلوم الانسانية تنشر بحثا في مجلة اردنية
نشرت معاونة السيد عميد كلية التربية للعلوم الانسانية الاستاذ المساعد الدكتور ( نوافل يونس الحمداني ) ، بحثا في مجلة كلية الآداب – جامعة جرش الاردنية بعنوان ( تقانات الحجاج من الرسم الى الضحك إشعاعات اللوحة في رسالة التربيع والتدوير للجاحظ ) .
واوضحت الباحثة إن اعتماد الجاحظ الصورة أداة للتعبير والتواصل قد حقق وظيفة النص الحجاجية في التأثير بالمتلقي وإقناعه ، مما مكنه من ان يتخذ من بنيتها التشكلية مفتاحا لسبر أغواره والإمساك بمقاصده وإدراك ما يستنبطه من ثقافة أو توجه إزاء الآخر ، وهذا إنجاز لا يبدو سهلا في التعامل النقدي ، لان الصورة يكتنفها كثير من المعرقلات التي تجتاح خطاطات الايصال فتحرفها عن وجهتها أو جهتها الدلالية ، فغالبا ما يكون التشكيل بعيدا عن تمظهرات الفكر لدى المتلقي ، أو ربما يكون منصرفا عنه في ايديولوجيات التفكير أو سيمياء العلامة أو ايقونة النظام العلامي ، وهذه كلها مؤسسات لبؤرة الاتصال لديه ، او في ذاكرته الأدائية, فضلا عن مناورته لما يضمره المتكلم من مقصدية يمكن أن تظهر وعيا مخالفا اذا ما استطاع ان يهيئ تقانات إشهاره الحركي .
وبينت الباحثة في دراستها ان الصورة الهزلية الساخرة ( الكاريكاتير ) تعد من الفنون الحديثة التي تضمر في الشكل المرسوم قيمة بصرية فاعلة التأثير في المتلقي وبما يخلق جوا تواصليا معه ، والكاريكاتير بوصفه فنا مركبا من عنصري التشكيل والكوميديا ، فإن المعنى الشائع له والمتفق عليه يحيل على صورة إعلامية تنشر في الصحف والمجلات والمؤلفات احيانا ولها بنيتان سطحية ( صورة ظاهرة ) ، وغائرة أو متوازية ( المعنى الحسي – الذهني ) ، أي الأثر النفسي الذي تتركه فينا الصورة الظاهرة .
واكدت الدراسة إن فتح نافذة على اجتراحات طرحتها خطاطة الجاحظ الساخرة ، أفضت الى ما يعرف اليوم بالتصوير الكاريكاتيري ، وفي اختيار الجاحظ لهذا النمط الكتابي – الرسم بالكلمات – ما يعكس قدرته الأدبية على تطويع النص لتقبل أكثر من تقانة وأسلوب ، وميله للهزل الذي يبطن موقفا متبنى ، كما هو معروف لدينا اليوم في فضائنا الثقافي من خطابات تختبئ وراءها مقاصد متنوعة وبما يحقق وظائفها التواصلية المختلفة ، فقد استطاع الجاحظ متميزا ان يدمج بين الضدية وكيفية صياغتها في التعبير عن مبدأ التناقض الصوري ، اذ إنه من خلال الكلمات رسم صورة كاريكاتيرية جمعت بين الهزل في ظاهرها والجد في باطنها ، وتعبر الصورة عنده عن وظائف متعددة من ثقافة وفكر فضلا عن المتعة والسخرية ، لإدراكه بأنه وسيلة تعبيرية بليغة ومؤثرة ، فعلى الرغم من طابعها الساخر غير أنها تحمل في سياقها خطرا يشير إلى ما تكتنزه الذات المبدعة من التوجه إزاء الآخر أو موقع الآخر من الذات ، جاء ذلك بتمايز اسلوبي يجعل نص الجاحظ وثابا وقلقا ، يحفز القراءة وينشط المخيلة للبحث من مضمرات الصورة .
نشر : م. مترجم: زينة فيصل ياسين| بقلم: اعلام الكلية