تدريسي من كلية التربية للعلوم الإنسانية يدير ورشة في التحولات الهيكلية في النظام الدولي بعد جائحة كورونا
تدريسي من كلية التربية للعلوم الإنسانية يدير ورشة في التحولات الهيكلية في النظام الدولي بعد جائحة كورونا
أدار التدريسي من قسم الجغرافية في كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ديالى الاستاذ الدكتور عبد الأمير عباس الحيالي ، ورشة في التحولات الهيكلية في النظام الدولي بعد جائحة كورونا . وتضمنت الورشة تسليط الضوء على السياسة الدولية التي تعيش حالة من التحولات الهيكلية ، وظهور اتجاهات عالمية تدعوا لحل النظام العالمي الليبرالي الحالي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية واستبداله بأخر متعدد الأقطاب ومما يعزز تلك التوترات في العالقات العابرة للمحيط الأطلسي في الاتحاد الأوربي ، وتفكك كثيرا من التحالفات الغربية ونظم مؤسساتية بشكل عام ، وفي هذا الاتجاه محاولة الصين أحياء نظامها الاقتصادي وظهوره كقوى اقتصادية عالمية متحكمة في السوق العالمي ، ومحاولة روسيا توسيع نفوذها باستخدام القوة الصلبة خارج حدودها الإقليمية ، وأما في الشرق الأوسط نلاحظ أن الديناميكيات التي تعزز الدولة والسياسة مختلفة كثيرا عما عليه في الغرب ، إذ أن بعض الدول تكتسب مزيدا من الثقة بالنفس واتجهت حول توسيع مجالاتها الحيوية خارج حدودها ، كما هو الحال في تركيا وايران ، وأن ظهور جائحة كورونا أدى الى اكتساب تلك الاتجاهات الموجودة نوعا من الزخم . وطرحت الورشة العديد من التساؤلات منها هل ستبقى الولايات المتحدة الأمريكية زعيمة النظام العالمي؟ هل سيبقى الاتحاد الأوروبي محافظا على تماسكه؟ هل ستتخلى الصين عن استراتيجية الصعود التدريجي؟ وما هو دور روسيا في القيادة العالمية؟ أن الإجابة على هذه التساؤلات ترتبط في أزمة كورونا كونها تعد عامل تحول في المشهد السياسي ورسم العلاقات الدولية من بوساطة متغيرين أساسيين هما: طول مدة الآزمة وما يتبع ذلك من تداعيات اقتصادية واجتماعية، وثانيا : نوعية الدول التي تتعرض الى الآزمة واهميتها الدولية، ومن خلال تحليل المعطيات فأن أزمة جائحة كورونا جاءت لتؤكد المسارات الحالية في العلاقات الدولية وتعززها أكثر من كونها عامل سيحدث تحولات جذريه في هذه المسارات، أو يخلق مسارات جديدة على المدى القريب او المتوسط . واوضحت الورشة ان هناك تراجع في أثر الولايات المتحدة الأميركية في القيادة الدولية للازمة وهذا الآمر قد يسمح لقوى دولية أخرى لملء الفراغ، ومن خلال الشواهد الانكفائية الأمريكية لأنها تواجه تحديات كبيرة امام تفشي الوباء داخليا اذ تعذر عليها ارسال مساعدات فيدرالية داخلية او خارجية، وهذا يدل على مظهر من مظاهر تراجع السيطرة الأمريكية الدولية الناجم عن تراجع القدرات الاقتصادية والمالية ونوعية النخبة وليس فقط تغيرا في استراتيجيتها الخارجية ، ومشيرة الى ان من خلال التعمق في مسارات النظام الدولي نلاحظ تراجع الاتحاد الأوربي كقوة توازن في النظام العالمي أو حتى حليف داعم للولايات المتحدة الأمريكية، وجاءت استجابة الاتحاد الفردية والانعزالية على أزمة كورونا لتزيد اليقين على هشاشته والذي ما يزال تحت تأثير أزمة بريكست والأزمة المالية ، وبينت الورشة ان أثر الصين على الصعيد العالمي من خلال إدارة ازمة كورونا داخليا وارسال المساعدات الى اوروبا وافريقيا والشرق الوسط ، وتصدر نموذجها الخاص في التعامل مع الوباء مما اعطى انطباعا ان للصين قدرات تقنية واقتصادية وصناعية وبنية تحتيه في مواجهة ازمة وصفت بالعالمية الأمر الذي يجعل التساؤل حول حتمية الصعود الصيني كقوة دولية منافسة الى الولايات المتحدة الأمريكية لقيادة العالم ، ولكن يشير السلوك السياسي الصيني في التعامل مع الأزمة على الصعيد الدولي الى القناعة بأنها غير راغبة في سلوك قيادي .