تدريسي من كلية التربية للعلوم الإنسانية ينشر دراسة في صحيفة لندنية بعنوان (رايموند وليامز… رائد النّقد الثّقافي في الفكر الغربي )
تدريسي من كلية التربية للعلوم الإنسانية ينشر دراسة في صحيفة لندنية بعنوان (رايموند وليامز… رائد النّقد الثّقافي في الفكر الغربي )
نشر التدريسي من قسم اللغة العربية في كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ديالى الاستاذ المساعد الدكتور خالد علي ياس دراسة في صحيفة القدس العربي اللندنية بعنوان (رايموند وليامز… رائد النّقد الثّقافي في الفكر الغربي ) .
أوضحت الدراسة أنّ الحديث عن ظاهرة نقدية مهمة، في النّظرية الأدبية مثل الدّراسات الثقافية والنّقد الثقافي، تتطلب العودة إلى أهم النّقاد المعاصرين، الذين نضّجوا المفهوم وطوروه تنظيرا ونقدا، غير أنّ أشهرهم في الثّقافة الغربيّة ـــ الأسبق لهذا النّمط النّقدي ـــ ثلاثةُ نقاد ذوو تأثير كبير في هذا المجال هم، تيري إيغلتن وفردريك جيمسون وإدوارد سعيد، الذين شكلوا مع بعضهم مجموعة خاصة يمكن تسميتها (مجموعة النّقد الثقافي المعاصر) في المدرسة الأنكلو/أمريكية، وهو ما أكده الباحث في مؤلفه الجديد عن النّظرية النّقدية الغربيّة؛ لما تبنوه من رؤى ومفاهيم ما بعد حديثة، في النّزوع نحو الإبداع والفكر والثّقافة بعامة، ولاسيما النّقد الثّقافي، وهي مجموعة انطلقت أو أكملت الطريق الوعر الذي جربه من قبلُ نقاد سابقون لهم، فمن كان صاحب الرّيادة في هذا المجال؟ وكيف استطاع تحويل المنهج النّقدي إلى رؤية مغايرة؟
عدت الدراسة النّاقد والرّوائي والسّياسي رايموند وليامز، ممثلا ورائدا لحقل الدّراسات الثّقافية والنّقد الثّقافي، وتتمظهر البداية المهمة والمبكرة له مع كتابه «الثقافة والمجتمع» (1956)، الذي انطلق فيه من أهمية الكلمة/اللغة في تسويغ نوعية الثقافة، ولاسيما بتأثير الثّورة الصناعية الناشئة في أوروبا حينها، وقد اختار مُنْطَلقا لكتابه هذا، خمسَ كلمات راسخة في مجتمعه؛ بسبب التّحولات الثّقافية والسّياسية والصناعية، مبينا مدى رسوخها، بوصفها كلمات متداولة ومؤثرة في ثقافة المجتمع، وهي (صناعة، ديمقراطية، طبقة، فن، ثقافة)، مؤكدا أنّ دراسته معنية ليس بتمييز المعنى فقط، بل بارتباطها بمصادرها ومؤثراتها، ففي حديثه مثلا عما سمّاه (الفنان الرومانتيكي)، يرصد التّناقض الحاد لدى مشاهير الشعراء مثل: بليك ووردزورث وشيللي وكيتس وكولردج، بين عنايتهم بالجمال وإحساسهم الذّاتي وبيئتهم الاجتماعية، منتقلا من خلال ذلك إلى قضايا جوهرية في سوسيولوجية الأدب والنّقد، مثل علاقة الشّاعر/المؤلف بقرائه الحقيقيين، وعلاقة الإنتاج الأدبي بالسّوق.
أوضحت الدراسة أن مشروع رايموند وليامز الثّقافي، يؤكد تحوله المعرفي والفكري بالمنهج السّوسيولوجي، من كلاسيكية الفكر إلى حداثته الواعية بالمفهوم السوسيو/ نصي، الذي ينظر للنص نظرة مغايرة، ويؤمن بأنّ البنية واللغة قادرتان على أن تنتجا واقعهما الثقافي الخاص، حتى في حالة الانتقال من الرّؤية التّقليدية إلى الرّؤية الحديثة، ولاسيما أنّه يعيد الحداثة إلى جذور سوسيو/اقتصادية مرتبطة بطبيعة المجتمعات الرّأسمالية النّاشئة في أوروبا، بمعنى، يؤول هذا النّاقد شكل البنية الجديد/الحديث المكتسب بفعل تحولات الحداثة مثل: فقدان الرّوابط ذات الدّلالة، وفي حالة الإعلانات والسّينما الصور الغريبة والغامضة، والانقطاعات في السّرد، وشكل البطل المنعزل وحيدا، فضلا عن طبيعة المأساة ونظريتها في العصر الحديث، التي وجد أنّها تمثل الشكل الثقافي الحديث، راصدا من خلال ذلك عوالم مسرحية مختلفة .