
تدريسي من كلية التربية للعلوم الإنسانية ينشر دراسة في جريدة لندنية بعنوان (حياة تتهدّد) البحث عن نوع أدبي جديد
تدريسي من كلية التربية للعلوم الإنسانية ينشر دراسة في جريدة لندنية بعنوان (حياة تتهدّد) البحث عن نوع أدبي جديد
كتب / إعلام الكلية :
نشر التدريسي من كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ديالى الأستاذ الدكتور فاضل عبود التميمي ، دراسة في جريدة القدس العربي اللندنية بعنوان (حياة تتهدّد) البحث عن نوع أدبي جديد .
صدر عن دار شهريار في البصرة الكتاب المشترك(حياة تتهدّد: محاورات ويوميّات كورونا) 2020 للشاعر عبد الزهرة زكي، والسارد لؤي حمزة عباس، وهو محاولة جادّة لصوغ خطاب عاش بموازاة جائحة كوفيد 19، وفي ظلها، وهي تفتك بالملايين حاملة رسالة صدمت العالم بما فيها من خطر هدّد الجميع، فتفشّى المرض، وكانت ردّة فعل الإنسان بمشورة الطبّ اختيار العزلة حلّا قد يمكّن الإفلات من قبضة الموت الذي أحاق بالعالم، وهكذا قدّر لمليارات من البشر أن يمارسوا العزلة طلبا لحياة ينشدها الجميع، فاضحت العزلة نفسها طريقا إلى نجاة سلكه من كان على وعي بطبيعة الحياة، وما تريد.
وجاء في الدراسة أنه لا بد من تأكيد الطبيعة النثريّة للكتاب، لكنّها نثريّة تبدو جديدة على الأدب العراقي الحديث، فقد تشبّعت بروح السرد، وتقاناته، وهما يتمازجان في تشكيل رؤية للحياة أمام مشهد تلويح الموت الذي تحكّم في بوصلة النجاة، وطرائق العيش، ولا بد من الإشارة إلى أن البحث في الطبيعة النثريّة يقتضي الإحاطة في تأريخ النوع الأدبي، وهي تستدعي استرجاع الطبيعة الأولى لأصول النثر، وتحديد أبرز تشكّلاته النصيّة، والاختلافيّة، والمهاديّة، وصولا إلى تجاوز المشكلة الأساسيّة التي تقابل الباحثين، والدارسين في حقل الأجناس الأدبيّة؛ تلك التي تتمثّل في معرفة الكيفيّة التي تتشكّل فيها الأنواع الأدبيّة، والأشكال، والأنماط، فضلا عن معرفة الحدود الفاصلة بين نوع وآخر، ومدى قوّتها، وضعفها.
وضحت الدراسة ان إذا كان عنوان الكتاب يشي بافتقار دلالي شأنه شأن أغلب العنوانات، فإن العنوان الموازي له (محاورات ويوميّات كورونا) تولّى فكّ مغاليق الافتقار بالشرح الذي أحال على الطبيعة المضمونيّة للكتاب ، وهو ما دفعني لأن أسأل ما الأنواعيّة الخاصّة بكتاب (حياة تتهدّد)؟. أعود الى العنوان الموازي بهدف المساعدة في تحديد طبيعة الكتاب النوعيّة بعد أن تبيّنت لنا طبيعته الأجناسيّة ممهورة بمهر النثر، فقد انفتح على مصطلحين مهمّين (المحاورات) و(اليوميّات)، كانت المحاورات قد نصّت المقدمة على طبيعتها-وقد كُتبت بمشاركة المؤلّفين- ورأت أن الأيديولوجيات لم تسمح بولادة أدبيّات الحوار بوصفها (نوعا) أدبيّا استمدّ فاعليّته من كونه موطن تجلية الأسرار، فضلا عن كونه باب المعرفة، والاكتشاف، من دون أن ينسى -المؤلّفان- أنّهما يعيشان داخل عمل روائي مفترض بعيدا عن الخضوع لقوانين الرواية في إشارة إلى طبيعة حياتهما المكتنزة بالحوار، والأحداث، وحضور الزمن وتقاناته، والشخصيّات، ووجود البطل المتفرّد في سرد وقائع الموت أعني: كوفيد 19، بمشاركة المؤلّفين، وهما يدركان متعة سرد الجمال، وكبح القبح في فضاء النصّ الروائي المفترض.
وأوضح إن الحواريّة التي قرأتُ تفاصيلها في متن الكتاب؛ هي (حواريّة) الفضاء الافتراضي: النت، وليست الحوارات التقليديّة التي تدور بين شخصين يتبادلان الحديث تحت سقف محدّد وزمان، ولا حواريّة باختين المنفتحة على طبيعة التعبير اللغوي الروائي؛ هي )حواريّة( تحاور من مكانين مختلفين: بغداد، والبصرة بوساطة أجهزة الاتصال التي صارت تقليديّة في عالم (الميديا) الآن، وهي في حقيقة أمرها (محاورات) لا (حوارات) فقد أضفى عليها الشكل التفاعلي طابع الـ(مفاعلات) التي أسهمت في إيجاد جوهر التفاعل النصي الافتراضي ، من خلال وجود شخصين يستعملان (النت) لينجزا مهمّة التحاور على أتمّ وجه.