تدريسي من كلية التربية للعلوم الإنسانية يصدر كتاباً جديداً بعنوان دائرة نقد النقد: قراءات في نصوص نقديّة معاصرة
تدريسي من كلية التربية للعلوم الإنسانية يصدر كتاباً جديداً بعنوان دائرة نقد النقد: قراءات في نصوص نقديّة معاصرة
كتب/ إعلام الكلية :
صدر للتدريسي من قسم اللغة العربية في كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ديالى الأستاذ الدكتور فاضل عبود التميمي ، كتاب جديد بعنوان دائرة نقد النقد: قراءات في نصوص نقديّة معاصرة .
كتاب (في دائرة نقد النقد: قراءات في نصوص نقديّة معاصرة) لمؤلفه د. فاضل التميمي يريد أن يقرأ منجزا نقديّا لخمسة من النقاد العرب المعاصرين المختلفين في توجهاتهم النقديّة، والفكريّة، وأساليب اشتغالهم، في ضوء مقولات (نقد النقد) التي تهدف إلى الوقوف عند المنطلقات النظريّة، والاجرائيّة للخطاب النقدي، فضلا عن تفكيك قراءاته، وردّها إلى جملة المرجعيّات الفاعلة فيه طمعا في إنتاج علاقات جديدة تستقوي بالمتون، ولا تقيم وزنا للاعتبارات الأخرى.
بُني الكتاب من (تمهيد) اشتغل على التعريف بالمصطلح، وتحديد وظيفته، ومجاوراته، وخمس (قراءات) كانت بمنزلة الفصول للكتاب، رتّبت ترتيبا هجائيّا، فمتن الكتاب خضع إلى سلطة الحرف الأول من عنوان كلّ قراءة … تابعت القراءة الأولى ظاهرة تلقي الناقد العربي (عبد الملك مرتاض) لمصطلح التناص من خلال التدقيق في الفصل الخامس من كتابه الموسوم بـ(نظريّة النص عند العرب)، فقد تبنى الناقد د. عبد الملك مرتاض مصطلح التناص بعد أن دقّق النظر في شكله، ومحتواه رادّا أبرز مقولاته، وفاعليّته إلى النقد العربي القديم من دون أن ينكر تفرّد النقد الغربيّ في مقولات أخرى، وعندي أن هذا التبني يحيل على سلطة النقدين التي فعلت فعلها في ذاكرة الناقد ولسانه.
وسعت القراءة الثانية إلى مقاربة (بحث) د. محمد صابر عبيد (الدفاع عن النموذج: بحث في مشكلة الريادة الفنيّة) برؤى ما بعد نقد النقد، وهدفها الكشف عن طبيعة الوظيفة الملقاة على عاتق الناقد، وناقد النقد، وهو يتحصّن بالوظائف الأساسيّة التي تتعلق بـ(نقد النقد) ويحاول البرهنة على صحة فرضيّة أن الناقد لم يكن (بريئا تماما) من خلال الخطوات التي تعلّقت بتفكيك المخطط الذي رسمه في كتبه الثلاثة بالاستئثار على النموذج الشعري لحسابه الخاص.
وانشغلت القراءة الثالثة في البحث عن حدود التجربة النقديّة التي مارسها الناقد (د. عبد القادر فيدوح) في كتابه : (أيقونة الحرف وتأويل العبارة الصوفيّة في شعر أديب كمال الدين)، وهو يعلن عن جماليّات نقده في مرايا شاعر معاصر: هو أديب كمال الدين من دون ادعاء ، أو تحيّز إلى الشعر، أو الشاعر في ممارسة همّها اكتشاف العلامات ، وتحليل مستوياتها ، وفي عقل (فيدوح) النقدي تنبضُ أسئلةُ السيمياء في مفهومها المطلق من عقال الاختلافات المصطلحيّة، والإشكالات المعجميّة متجاوزا إرث الحراك المبني على هوامش التناحر ليدخل المتن متسلحا بقراءة الرموز، والبحث عن المعنى ، ودلالة التأويل ، وقد غادر (الصورة) في مفهومها التقليدي ليبحث في فاعليّة (السِّمة) في إجراء نقديّ لا يخلو من مغامرة منظّمة تمكّن من خلالها الناقد (عبد القادر فيدوح) أن يقرأ شعر شاعر له مكانة ثابتة في متن الشعر العربيّ المعاصر.
وكانت القراءة الرابعة قد فحصت (هذا الجانب من زمان عاصف: متغيرات وتحولات في سرد الرواية العربيّة) كتاب (د. نجم عبد الله كاظم، ولها مسوّغان: الأول: إنّه الكتاب الأخير الذي صدر والناقد على قيد الحياة، مع علمي أنّ له كتابا آخر صدر في بغداد بعد وفاته بشهرين بعنوان:(التجربة الروائيّة في العراق في زمن الحروب والحصار: الجزء الثالث) عن دار قناديل: بغداد 2020،والآخر: إنّ الكتاب لم يوزّع في العراق، والبلاد العربيّة الأخرى، فالقراءة تقدّم نوعا من التواصل مع الكتاب برؤية (نقد النقد) الذي يلاحق المنهج، والزمان الصاخب، ومتغيراته في الروايات المدروسة خلال سنوات مضت، فضلا عن ملاحقة الخصائص التي انمازت بها الروايات التي أخضعها الناقد لمشرط نقده، وظواهرها من خلال: استعمال الضمير والوصف، وإن كانت-الدراسة- لا تغني عن قراءة الكتاب.
أمّا القراءة الخامسة فقد رغبت في الكشف عن المعايير التي اعتمدها الشاعر (فاروق شوشة) في اختيار عشرين قصيدة حبّ جعلها متنا لكتابه الموسوم بـ(أحلى 20 قصيدة حبّ)، فقد اعتمد (شوشة) على معايير مهمّة في تأليف الكتاب، منها ما كان مصرّحا بها، ومنها ما كان مُغيَّبا في تضاعيف المتون، فكانت -المعايير – في الحالتين بمنزلة الرؤية النقديّة لجامع النصوص، وهو يلتقط عشرين قصيدة في الحبّ من بين مئات القصائد التي تغنّت بهذه الثيمة ذات الحسّاسيّة الخاصّة في تأريخ الأدب العربيّ قديمه وحديثه.
وأخيرا فإنّ القراءة الخامسة قد لاحقت منهج (د. أحمد مطلوب) في كتابه (معجم النقد العربيّ القديم) في نسقه المعلن ، وقد عاد إلى مصطلحات النقد القديم في العام 1987م بعد أن ارتفعت صيحة إشكاليّة المصطلح النقدي ليجمعها في معجم موحّد ينفع القارئَ والدارسَ فكان معجمه مرجعا خدم النقد، والباحثين في عهد تعدّدت فيه المناحي ، واختلفت الآراء ، في النقدين القديم والحديث ، فهو في هذا المتن يحيل بفضل التصريح على مضمر نسقيّ مؤدّاه أنّ النقد المعاصر جرفته التيارات والمناهج الغربيّة ، حتى صار النقدُ العربيّ غريبا في أرضه ، ومن هنا وجد (د. مطلوب) الضرورة في العودة إلى الأصل.