
تدريسي من كلية التربية للعلوم الإنسانية يصدر كتابا جديدا في سيكولوجية السحر من الطوطمة الى العولمة
تدريسي من كلية التربية للعلوم الإنسانية يصدر كتابا جديدا في سيكولوجية السحر من الطوطمة الى العولمة
كتب/ إعلام الكلية :
أصدر التدريسي من قسم العلوم التربوية والنفسية في كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ديالى الأستاذ الدكتور هيثم أحمد الزبيدي كتاب جديد في سيكولوجية السحر من الطوطمة الى العولمة .
جاء في متن الكتاب إن الاعتقاد بالسحر قديم من أن خلق الأنسان وبدأ يحاول الاجابة عن قوى الطبيعة وتقلباتها التي عجز عن تفسير قوانينها فنسبها الى قوى عديدة وجعل لكل منها الهة خاصة بها ,ودفعة العجز الى التوسل بها وذبح القرابين لها , كما أوكل الى بعض الافراد الاقوياء صفات سحرية تقدر على مواجهة الاخرين أو التأثير فيهم عن طريق قوة شخصياتهم وقدرتهم على الايحاء والاقناع بأن لهم ملكات يستطيعون بها انقاذ ارواحهم والتنبؤ بمستقبل حياتهم والتغلب على قوى الشر ويستند الكثير من الباحثين من خلال الحفريات التي اجريت على بعض المواقع التاريخية أن السحر ممتد مع بداية تكوين الأنسان, واستدلوا في ذلك على الرموز و الرسوم وأساطير وجدت في بعض القبور و الخرائب ,وهذا قبل بداية كتابة التاريخ المدون الذي يعود الى خمسة ألاف عام . وقد استعان الأنسان في مواجهة شراسة الطبيعة ، إضافة إلى الحيوانات الضارية والأفاعي الشرسة والوحوش الكاسرة التي هددت حياته, استعان على ذلك كله بالسحر, وهو يترنم ببعض الكلمات التي لها مدلول سحري مع تأدية بعض الرقصات, من اجل التغلب على تلك الصعاب التي يواجهها. وقد عرف السحر على أنه :فن يعتمد على القوى الخفية أو فن احداث معلومات دون أن تكون لها علل ظاهرة . وهي قدرة تتوفر عند بعض الناس فيستطيعون بها التأثير على غيرهم ,أو فيمن حولهم ,وهذا التأثير يكون ماديا في بعض الأحيان أو وهما في احيان أخرى.
أكد الكتاب إن السحر نظام زائف من القوانين الطبيعية ودليل خاطئ للتعامل ,إذ أن الاشياء تؤثر بعضها ببعض من بعيد من خلال تناغم سري ؛ أي بمعنى كالتأثير الحاصل بين الاشياء المادية بدون وجود ترابط ماثل للعين, كوجود الصورة في التلفزيون اثر الاشارة الموجودة في الاجواء ,وهذه الاشارة غير مرئية للعين ولكن تأثيرها واضح من خلال الصورة. من هذا يتبين لنا أن السحر قوة خفية لا يمكن التحقق من تأثيره بشكل دقيق كون ذلك التأثير ليس له صوره أو شكل أو مفهوم محدد يمكن التحقق منه بوسيلة من وسائل العلم الحديث.
وضح الكتاب ان السحر في غاية الأهمية، وذلك لخطورته وخفائه على كثير من الناس، وكثرة وقوعه لماَ يُظن فيه من الفوائد أو يستوهم دفع الفواجع به، ولحرص شياطين الإنس والجن على ترويجه وتسميته بغير اسمه الصحيح؛ من أجل ذلك يجب الاهتمام بمعرفة هذا المرض العضال وهذا الداء الخطير، فكما أن الأطباء يَجتهدون في معرفة أمراض الأجسام ويبتكرون لها الأدوية المناسبة، ويوجهون بالأسباب التي تحمي من المرض؛ فإنه ينبغي على طلبة العلم الاهتمام بالأمراض التي تَمس العقيدة وتُمرض القلوب، وأمراض العقائد أشد خطراً من أمراض الأجسام؛ لأن أمراض الأجسام خطرها مقصور على الحياة الدنيا، وأما أمراض القلوب وأمراض العقائد فإن خطرها وأثرها القبيح لا يقتصر على الدنيا، بل يَمتد إلى الدار الآخرة، والسحر من أخطر تلك الأمراض التي ينبغي التنبيه عليها وإعطائها حقها؛ لأن خطرها كبير وضررها جسيم، فينبغي إنكارها والتصدي لها وبيان خطرها وضررها بالبحث والتنقيب والكتابة والتأليف والتحذير.