تدريسي من كلية التربية للعلوم الإنسانية ينشر دراسة في صحيفة عالم الثقافة العمانية بعنوان ( التجربة الوجدانية في شعر سعيد الصقلاوي.. انتباهات أولى فقه النقد)
تدريسي من كلية التربية للعلوم الإنسانية ينشر دراسة في صحيفة عالم الثقافة العمانية بعنوان ( التجربة الوجدانية في شعر سعيد الصقلاوي.. انتباهات أولى فقه النقد)
كتب/ إعلام الكلية :
نشر التدريسي من قسم اللغة العربية في كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ديالى الأستاذ الدكتور علي متعب جاسم دراسة في مجلة عالم الثقافة ، التي تصدر في سلطنة عمان بعنوان ( التجربة الوجدانية في شعر سعيد الصقلاوي.. انتباهات أولى فقه النقد).
وجاء في الدراسة أن العنوان فضولا قرائيا واضحا، القارئ الآن يمسكُ النصَ من سطحه اللغوي الجمالي وربما يعنيه المعنى وصياغته أكثر من النفاذ إلى عالمه الداخلي، ما تتماوج فيه من مواقفَ وتنعكسُ من تصوراتٍ وتتراسل من إشارات، لا سيما وإن مصطلح “الوجداني” لم يعدْ مثيرا للقارئ ،ولَربما تعالى الشاعر- أي شاعر عليه – بحكم ما توصلت إليه عوالم الكشف الشعري. كل هذا ممكن الحصول، لكن التساؤل الشاغل ينبني على ما مرّ من فكرة وهي ترتبط بوضوح كافٍ بشجرة النصوص التي تضمها مجموعة الشاعر سعيد الصقلاوي “صادحا كالمآذن” بدءا بما تؤشره هذه العنونة من إحالةٍ واضحةٍ إلى الإفصاح والتجلي الروحي وما تتضمنه من بعد متسامٍ تولّده دلالة” الصدح/ البوح” إذ يَظهر الأول قراءةً ليدلَّ على الثاني تأملًا .
أوضحت الدراسة إن النقطة الحسّاسة في التجربة الوجدانية هي العلاقة التي تنعقد بصفة خاصة بين عالمي النص (الخارجي والداخلي) أي ما يوازي الصدح/ والبوح. وإذا كان هذا التوصيف مما تشتركُ به شعرية القصيدة بشكلها الأوفق، فإن ما يهمّنا هنا هو نمط العلاقة بين الأثنين، ثمة روابط تمتدّ بشكل مختلف عن روابط العلاقة نفسها في التجارب الأخرى، ولعل الأبرز فيها هي الرابطة الزمانية والرابطة الحدسية وكلاهما يتسعان لفهم التجربة ويضيقان بالوقت نفسه في حال استثنائهما من القراءة. وربما تجدر الإشارة إلى أن النقد هو الذي ينمّي النص ولا يختزله بالشروحات والتقعيد وفقا لمقاييس فقه النقد التي تآكلت بفعل تمديدها أو تقليصها بحسب الحاجة فنحن نحتاج إلى صوت واضح يبدد تلك التصورات التي ترى إن النقد تمديد للمعنى أو تضخيم للظاهرة أومختبرا لفحص النظريات والمناهج، وأن نبحث في الأدب بطريقتين كبريين هما كيف نفكر بالنص وكيف يفكر النص بتعبير ما شيري.
بينت الدراسة إن قارئ الصقلاوي يحتاج إلى فهم أدوات الدخول إلى نصوصه، فليس الشكل الشعري وليست العلامات بإحالاتها الرمزية هي ما يؤثث نصوصه- وإن كنّا نفترض وجودها الشعري عند كل شاعر بتفاوت – وإنما الفنُّ الذي يحررنا من العادة الأدبية ليكون الحدس الجمالي من يرجعنا إلى طهارة الروح والحواس التي تجدد القوة الشعرية كما يقول روبنال .