تدريسي من كلية التربية للعلوم الانسانية ينشر دراسة في مجلة المجمع العلمي
تدريسي من كلية التربية للعلوم الانسانية ينشر دراسة في مجلة المجمع العلمي
نشر التدريسي من قسم اللغة العربية في كلية التربية للعلوم الانسانية الاستاذ الدكتور فاضل عبود التميمي قراءة في مقدمة ديوان الشبيبي في مجلة المجمع العلمي العدد 65لسنة 2018 .
وجاء في الدراسة ان مقدمة ديوان الشبيبي أسهمت في الإحاطة بالقصائد، وساعدت المتلقي في الدخول إليه بقوة مضمونها وتشكيلها الدلالي ، وأسّست المقدمة لفكرة التواصل بين الشاعر وشعره ، وبين الشاعر ومتلقيه عاكسة وعي الشاعر والمتلقي معا ، كشفت المقدمة عن شخصيّة الشاعر وأطره الثقافية، وتعلقه بقضايا سياسية وثقافية ،هي من صلب الحاجة الاجتماعيّة للمجتمع العراقي يوم ذاك مع تأكيدها حداثة شكل المقدمة، بوصفها نصا من نصوص الانفتاح على الشعر ، كشفت المقدمة عن وجود علاقة قوية بينها وبين متن الشاعر حين حملت تلك المقدمة فكر الشاعر واحالاته المتعددة على طبيعة القصائد ، ولم تكن مقدمة الشاعر بالطويلة، ولا بالقصيرة فقد كانت مناسبة للديوان، وعاكسة همّ الشاعر، وعنايته الكبرى في الشعر.
تسعى هذه القراءة الواصفة برؤية التحليل أن تقف عند مقدمة ديوان الشبيبي، وهدفها تحليل المضمون، والتعليق على مسار الأفكار فيه، ومقدمة الديوان مائزة تحمل أكثر من إشارة دالّة على أهميّة الديوان، وابداع قصائده، وجمعه ، ونشره ، وقد تنبّهت السيميائيّة إلى علاميّة المقدمة فرأت فيها فكرة تصديريّة، أو اقتباسا يتموضع (ينقش)على رأس الكتاب ،أو في جزء منه، وقد حدّد (جيرار جنيت) أربع وظائف للمقدمة اثنتان مباشرتان هما: التعليق على العنوان: ويكون مرّة بشكل قطعي ،وأخرى بشكل توضيحي، وهو لا يسوّغ متن الكتاب بل يسوّغ عنوانه، وهو ما بدا واضحا في مقدمة لديوانه التي انشغلت بالمساعدة في فكّ اشتباك العنوان الذي سمّاه مرة ديوانا، وأخرى مجموعة شعريّة دون أن يدرك أنّ الديوان جامع لشعر الشاعر ،والمجموعة جزء من شعره، التعليق على متن النص ليكون أكثر وضوحا ،وجلاء من خلال قراءة العلاقة الرابطة بين المقدّمة والمتن ،وهذا ما تضمنته مقدمة (الشبيبي) التي انشغلت بالحديث عن دواعي نشر الديوان ،وعلاقته بعصره ، وأغراضه، ومظاهر الحياة الجديدة بعد إعلان الدستور العثماني 1908م، وهدف القصائد في تمثيل الحياة ، وتجرّد الشاعر في إبداء رأيه فيها ،وهدفه السياسي في النهضة الجديدة، ومعاناته الشعريّة.
ولعلّ أهمّ ما في مقدمة الشبيبي تقويم حالة العراق السياسيّة والاجتماعية يوم ذاك، وهدفه إيجاد نظام تُحترم فيه الحقوق والحريّات، ثمّ حديثه عن رسالة الشاعر في شعره التي لخّصها في وصف الدواء بعد تشخيص الداء ،واستخراج العظة من سنن المجتمع، وعِبَر التاريخ ،والإشادة بقيم الفضيلة، ومكارم الأخلاق أي أنّه تحدّث صراحة عن فكرة الإصلاح الاجتماعي التي لم يبعد الشاعر عنها.
أمّا الوظيفتان غير المباشرتين للمقدمة فهما: وظيفة الكفالة وهي منحرفة ،أي غير مباشرة؛ لأنّ المؤلف يأتي بها لدفع شهرة المقدمة إلى الكتاب، وهي في ديوان(الشبيبي) كانت قد أخذت شهرته إلى المتلقي، وهو يتحسّس متن القصائد بلا كفالة، أو ضمانة بسبب شهرة الشاعر، وتميّز إبداعه ، وظيفة الحضور والغياب: وهي من أكثر الوظائف انحرافا لارتباطها بحضور المقدمة الميسور كما أراده الشاعر؛ لأنّ حضورها ،أو غيابها يدلّ على جنس الكتاب، أو عصره، فحضور المقدمة علامة ثقافيّة وجوازٌ تثاقفيٌّ منقوشٌ على صدر الكتاب، وقد أدّت هذه المقدمة وظيفتها غير المباشرة في الديوان من خلال علاماتها التي أحالت على أنّ الكتاب ديوان شعر.