
تدريسي من كلية التربية للعلوم الانسانية يشارك ويرأس جلسة علمية في فعاليات المؤتمر السنوي الاول في المغرب
تدريسي من كلية التربية للعلوم الانسانية يشارك ويرأس جلسة علمية في فعاليات المؤتمر السنوي الاول في المغرب
شارك التدريسي من قسم اللغة العربية في كلية التربية للعلوم الانسانية الاستاذ المساعد الدكتور محمد صالح الجبوري ، في فعاليات المؤتمر الدولي السنوي الأول الذي عقده مركز المولى اسماعيل للدراسات والأبحاث في اللغة الآداب والفنون في مكناس المملكة المغربية ، تحت شعار ( قضايا معاصرة في الدراسات اللغوية والأدبية والجمالية والتحولات ) ، ورأس جلسة علمية في المؤتمر .
ويهدف المؤتمر الى فتح نقاش جاد ومثمر بين الباحثين والدارسين والمهتمين والتفكير بعمق في مختلف القضايا اللغوية والأدبية والجمالية الراهنة، والانخراط الواعي في مواكبة سؤال التحول الذي تشهده الدراسات اللغوية والأدبية والجمالية في سياق المتغيرات المعرفية الجديدة، وضمان استمرارية التفاعل الخلاق بين الدارسين والباحثين فيما بينهم من جهة، وبين نبض التحولات التي تعج بها هذه الدراسات في منجزها المعرفي والمنهجي والإبداعي من جهة أخرى، واستشراف آفاق الممكن في هذا التحول، وخلق تراكم معرفي رصين ورصيد ثقافي هام في المشهد العلمي والأكاديمي بخصوص القضايا المطروحة بمقاربات مختلفة، ستشكل لا محالة إضافة مهمة للبحث في قضايا وأسئلة المعرفة اللغوية و الأدبية والفنية.
وجاء المؤتمر لتسليط الضوء على الدراسات اللغوية والأدبية والجمالية في العقود الأخيرة ، والتحولات التي مست منجزها المعرفي وإطارها المنهجي ومرجعياتها النظرية، ويمكن أن نرجع هذه التحولات من جهة، إلى متغيرات سوسيو ثقافية وتاريخية ووجودية ، ومن جهة أخرى إلى تطورات علمية كبيرة في مجالات دراسة اللغة والأدب والفن ، ففي مجال الدراسات اللغوية أعيد النظر من جديد في مفهوم اللغة وموضوعها، فأضحت موضوعا طبيعيا يستدعي تناوله الاستعانة بمقاربات معرفية حديثة تنظر نظرة مختلفة إلى موقع اللغة من الذهن، ودورها في الهندسة الداخلية للعقل البشري، وهو ما نتج عنه تمثل جديد لما هي اللغة ولاسيما النحو.
وفي مجال الدراسات الأدبية والجمالية استغنت النظرية الأدبية والفنية عن مجموعة من التصورات السابقة لصالح تصورات جديدة، تعيد النظر في كل مناحي التفكير في الأدب والفن وفق تساؤلات منهجية جديدة، وقراءات مغايرة تتجاوز المعيارية، وتتخلى عن محدودية المفاهيم والنظريات والمناهج القديمة، في عجزها عن مواكبة التحولات العميقة التي طرأت على جوهر العملية الإبداعية، وقد فرضت هذه التحولات التي شهدتها الأبحاث اللغوية والأدبية والجمالية -والتي كانت أحيانا نتيجة لتقاطعات علمية بينها- على الباحثين التفكير أولا في مسارات هذا التحول، للوقوف على مراحله ولاستقراء دواعيه وأسبابه، وتحديد روافده، ثم الانطلاق بعد ذلك لدراسة بنيته العلمية والوقوف على طبيعة استدلالاته، واستشراف آفاقه، ولا شك أن مقاربة مثل هذه لن تكون سهلة على الإطلاق، لأن متابعة وتيرة هذا التحول تتطلب وعيا تاريخيا ومعرفيا بمكوناته ومراحله.