تدريسي ينشر دراسة في مجلة آفاق أدبية بعنوان من القصد إلى تشكيل الذات سيرة حمّادي صمّود
تدريسي ينشر دراسة في مجلة آفاق أدبية بعنوان من القصد إلى تشكيل الذات سيرة حمّادي صمّود
نشر التدريسي من قسم اللغة العربية في كلية التربية للعلوم الانسانية بجامعة ديالى الاستاذ الدكتور فاضل عبود التميمي ، دراسة حملت عنوان من القصد إلى تشكيل الذات سيرة حمّادي صمّود في مجلة آفاق أدبية بعددها الثاني لعام 2018 .
وجاء في الدراسة أنّ السيرة الذاتيّة نوع سرديّ ينفتح على أكثر من أفق، ويحتمل أكثر من قراءة، من هنا تظهر أهميّة الدعوة إلى ضرورة دراسة السِير الذاتيّة للأدباء العرب على وفق المقولات التي ترى في السيرة نصّا أدبيّا قابلا للتحليل ، والتعليل ، والتأويل ، وضرورة تخصيص الملتقيات الخاصّة بها، فضلا عن تخصيص دوريّة نقديّة تعنى بشؤونها ،فهي-السيرة الذاتيّة- بحسب قراءة(فيليب لوجون) ممارسة فردية ، واجتماعيّة لا تقتصر على حياة المؤلفين وحدهم ،وإنّما تتجاوز إلى إشكالات المجتمع على نحو يرى أن الفرد جزءٌ من كيان يمكن النظر إليه من خلال نزعات الإنسان الفرديّة ، وتطلعاته التي تحيل بالتأكيد على طبيعة إنسانيّة يمكن الوقوف عند درجات وعيها ، وتحديد أبرز سماتها.
ومن يقرأ مقدمة سيرة المؤلّف حمّادي صمّود سيتعرّف قصدا آخر يقف وراء كتابة (طريقي إلى الحريّة)ممثّلا في أنّه صنع تلك السيرة لتكون تحيّة إكبار واعتراف بالجميل إلى كلّ من عرف المؤلّف في الطريق إلى حريته من نساء ورجال كانوا له مثالا يحتذى، وعونا يقتدى ، وهو في هذا القصد يعبر عن نبله إزاء من كان عونا لأبناء جيله ممّن عمل على نبذ الصعوبات التي أحاطت جيل صاحب السيرة ، بمعنى أنّ السيرة انفتحت على ما صنعه الآخرون، ولاقى اعترافا من المؤلّف.
وإذا كانت السيرة بوصفها نوعا أدبيّا سرديّا تستجيب لشروط الكتابة الأدبيّة التي يكتمل بناؤها في حاضنة(التخيّل)الذي يسهم في تنظيم درجات التميّز الإبداعي التي عادة ما تشير إلى وجود عمليّة معقّدة تستأثر بها عدّة عوامل نفسيّة، وحياتيّة تتداخل معها مولّدات ،ومنبهات تسهم جميعها في صناعة الخطاب، وتبيّن مضامينه وهو غير بعيد عن الاستعمالات المجازيّة، وطرائق استعمال الخيال ،فإنّ سيرة(طريقي إلى الحريّة) اكتفت بلغة الحقائق ،وتتبّع مسارات الوعي المرتبط بالوصول الى الحريّة والابداع ،وهذا يعني أنّ صمّودا آثر أن يكتب سيرة مصوغة من بنية نصيّة مجرّدة من أثر التخيّل، واستعمال اللغة الأدبيّة الموّارة بالمجازات ، والانزياحات اعتقادا منه أنّ لغة السيرة تعتمد المطابقة ،وروح التأريخ ، وإقرار الحقائق فهي عنده نوع كتابيّ لا يلتفت إلى اللغة العليا ؛لأنّ مؤلّفها يريد من السيرة الذاتيّة أن تكون نصّا منتزعا من الحياة، وليس نصّا منتميا إلى أهواء الذاكرة.
وأوضحت الدراسة إنّ لغة الحقائق التي توسّل بها المؤلف وهو يشيد معمار سيرته ممّا لم يمحها النسيان بحسب قوله، هي لغة مقاومة عنيدة استعادت النشأة والإفاقة على العالم مذ التحاقه بالمدرسة الابتدائية ،ومن ثمّ وجوده وهو يعيش نشوة الاستقلال الأول بعد أحداث ،1952ونجاحه فيما بعد في امتحان مفصلي في حياته الجامعية وصولا إلى التحاقه في الجامعة وتشكيل ذاته ،ومشاركته في الفعاليّات الثقافة أستاذا وباحثا ومنتجا للخطاب ليس في تونس وحدها بل في بلدان عربيّة أخرى.