
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش توظيف النحو في تفسير الشعر عند محمد بن ابراهيم الحضرمي
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش توظيف النحو في تفسير الشعر عند محمد بن ابراهيم الحضرمي
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ (توظيف النحو في تفسير الشعر عند محمد بن ابراهيم الحضرمي ) .
وتهدف الدراسة التي تقدم بها الطالب ( علي نجم عليوي ) ، وأشرف عليها الاستاذ الدكتورة ( غادة غازي عبد المجيد ) ، الى تسليط الضوء على النحو وأدواته ووسائله وإمكاناته لتفسير النص الشعري وسبر أغواره والكشف عن خصائص تركيبه وأسراره الدلالية بوصفه بناءً لغوياً مكثفاً ومؤلفاً على نسق خاص يتسم بسمات تركيبية تجعل منه مستوى مميزاً في النظم والتركيب سبر أغواره .
وتوصلت الدراسة الى عدة استنتاجات كان من ابرزها إنَّ النظر النحوي في النص الشعري يمثل نقطة التقاء النحو بالنص ، فيتيح للنحو تلك المرونة في التعامل مع النصوص بغية تفكيك بنائها اللغوي ، للوقوف على خصائص لغتها وصولاً إلى فهمها وتفسيرها ، فهذا النظر يثري النحو والشعر معاً ، ويجعل كلّاً منهما مؤثراً ومتأثراً بالآخر ، وإنَّ النحو عند القدماء علم نصِّي يمتلك من الأدوات والإمكانات التفسيرية ما يعينه على أن يكون في مقدمة المناهج التي عنيت بتفسير النص الشعري ، فجاءت الكتب النحوية القديمة مليئة بالمباحث الدلالية كالحذف والذكر ، والتعريف والتنكير ، والتقديم والتأخير ، والوصل والفصل … وغيرها ، والنحو الدلالي هو منهج تفسيري يتخذ من نحو اللغة وتراكيبها وأدواتها وإمكاناتها مقدمةً لتفسير النصوص ، وسبر أغوارها ابتداءً من وظيفة الكلمة في السياق ، وصيغتها ، ثم انسجامها مع الوظائف النحوية الأخرى في النص ، ومن ثم دخولها في علاقة إسنادية مع عناصر النص الأخرى ، وارتباطها معاً ليتألف منها جديلة من البنى النحوية ، والصيغ والمفردات ، ووظائف الحروف وإمكاناتها الدلالية ، ثم إدراك الأغراض الدلالية من أعراض البنى التركيبية من حذف وزيادة ، وتقديم وتأخير … وغيرها ، وبيان فاعلية الأساليب النحوية وأثرها في بناء دلالة النص ، وبإدراك جميع ما سبق تحقق الدراسات النحوية الدلالية غاياتها المرجوة منها .
واوضحت الدراسة إن من أهم الصعوبات التي يمكن أن تواجه الباحث في دلالة الوظائف النحوية تحديد مكان الدلالة ، فهل تكمن في الوظائف أنفسها أو في الدلالة المعجمية للألفاظ أو في العلاقات الإسنادية والسياقية الرابطة والحق أن تضافر جميع ما سبق في تحقيق ما يعرف بـ (( الدلالة النحوية )) ، وإنَّ تعدد وظيفة اللفظة النحوية يمنح النص اتساعاً دلالياً وتنوعاً يعكس ما تنتجه هذه الوظائف من دلالات مختلفة ويفتح الباب رحباً أمام التأويلات التي تغني النص بكل أبعاده الإبداعية ، ويبقى معيار الترجيح بين هذه الوظائف هو خدمة دلالة النص ومدى تحققه في ضوء كل وظيفة منها ، وإنَّ القول بتضافر الوظائف النحوية للفظة الواحدة يكون ضرورة أحياناً ، لأن انغلاق اللفظة على وظيفة واحدة لا يستطيع أحياناً أداء معنى النص بالصورة المطلوبة ، فيكون اجتماع الوظيفتين أو أداؤهما في الوقت نفسه عاملاً لا يمكن الاستغناء عنه في إيصال ما راد المبدع من معنى إلى متلقيه .