رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش البديع اللفظي في الخطاب النقدي المعاصر
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش البديع اللفظي في الخطاب النقدي المعاصر
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ (البديع اللفظي في الخطاب النقدي المعاصر ) .
وتهدف الدراسة التي تقدمت بها الطالبة أسراء عبد الخالق جاسم ، وأشرف عليها الاستاذ المساعد الدكتورة وسن عبد المنعم ياسين ، الى الكشف عن الأبعاد التي توصَّل إليها النقاد المعاصرون وآليات تعاملهم مع الأشكال اللفظية في ضوء تصورات نقد النقد, وما يحمله هذا الأخير من دعوة إلى إعادة تنظيم المادة النقدية ومناقشة الأسس المنهجية التي استند إليها الناقد في مقاربته البديعية ، كما تبحث الدراسة في إمكانية الاقتراب مما قدمه نقادنا المعاصرون في المنجز البديعي اللفظي, للتعرف على آليات اشتغالهم, والأسس المنهجية التي اعتمدوها في مقارباتهم النقدية.
وكشفت الدراسة عن تباين آليات اشتغال البديع اللفظي بين خطاب وآخر؛ نظراً لتباين نقاده في اعتمادهم على المنهج المعياري البلاغي تارة, وعلى المنهج الوصفي الأسلوبي تارة, وعلى لسانيات النص تارة أخرى، وتمخض عن هذه الاختلافات الوصول إلى النظام الوظيفي الذي يتحكم في بنى البديع اللفظي, وكشفت الدراسة عن وجود قاسم مشترك بين الخطابات الثلاثة؛ إذ إن سيطرة ثيمة معينة على كتابات مجموعة من النقاد تعني هيمنة رؤية معينة على تفكيرهم, وهو ما لمسناه بعد استقراء معظم المنجزات النقدية, فالتحسين اللفظي كان عنصراً مهيمنا سيطر على النقد التقليدي عموما حتى عند اولئك الذين انتقدوه, وفي الوقت الذي هيمنت فيه الوظيفة الصوتية/الدلالية على الدراسات الأسلوبية, اتخذت الدراسات النصية وظيفة الترابط النصي وسيلة للتعبير عن رؤية مغايرة تميزها عما جاء في الخطابين السابقين كليهما.
ورصدت الدراسة مجموعة من العمليات الانتقالية الأخرى التي تخص المصطلح البديعي اللفظي, فهو في الخطاب التقليدي عبارة عن محسن لفظي, وهو في الخطاب التجديدي إما بنية لغوية مُصَغَّرة, أو مظهر أسلوبي, وفي الخطاب النصي نجده مؤشراً لغوياً, أما بالنسبة للفروق بين هذه المصطلحات التعريفية فهي نفسها الفروق التي تميز بين أهداف خطاب وآخر، وانصبت عناية نقاد الخطاب التقليدي المعاصر على دراسة أشكال البديع اللفظي بوصفها مجموعة من العناصر البلاغية (المحسنات اللفظية) التي تقتصر وظيفتها على تحسين اللفظ ,وهي مقولة متوارثة عدّها نقاد هذا الخطاب أشبه بالقانون أو المعيار الذي يعتمدون عليه في تفسير فاعلية المحسن اللفظي من دون الرجوع الى تحليل النصوص وما تحتويه من جماليات.
وبينت الدراسة ان القراءات التجديدية تضمنت محاولات عديدة تهدف إلى ايجاد حلول للإشكاليات التي عانى منها الخطاب التقليدي وكان من ضمن ذلك الاتجاه بالبديع اللفظي نحو عمليات تصنيفية (اختزالية) تمكنه من تجاوز مشكلة اتساع المصطلح وغياب الوظيفة, وقد تميزت تلك العمليات بفاعليتها في رصد المصطلحات ذات السمات المشتركة مع مراعاة العنصر الوظيفي الذي يعرف به كل مصطلح, فلم يكن التصنيف عملية سطحية تكتفي بتجميع الأشكال البديعية تحت باب معين بل كانت عملية منهجية منظمة, فتصنيف مجموعة من الفنون اللفظية تحت مصطلح التكرار, أو التوازي, أو الموازنات الصوتية, لم يكن إلا نتيجة البحث عن النظام الوظيفي الذي من شأنه أن يدلل على وجود رؤية نقدية تسير على وفق منهج واضح ومحدد.