رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش اكثم بن صيفي ودوره في تاريخ العرب قبل الاسلام
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش اكثم بن صيفي ودوره في تاريخ العرب قبل الاسلام
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ (اكثم بن صيفي ودوره في تاريخ العرب قبل الاسلام ) .
وتهدف الدراسة التي تقدمها الطالب مروان جمهور محمود ، وأشرف عليها الاستاذ الدكتور عبد الباسط عبد الرزاق حسين ، الى تسليط الضوء على الدور التاريخي لأكثم بن صيفي قبل الاسلام .
وتوصلت الدراسة الى استنتاجات عدة منها ان أكثَم بن صَيْفي التميمي يُعد من أعلام العرب المخضرمين الذين كان لهم دور بارز في حياة العرب قبل الإسلام وبَعد انتشاره ، من خلال أحكامه العديدة التي تطابق معظمها الشرع الإسلامي ، وتبَيّن أن أكثَم بن صَيْفي من قُضاة العرب العادلين ودُهاتهم الذين يُحتَـكم إليه من معظم قبائل العرب، لما لهُ من خِبرة في القضاء والاحتكام وما تتوفر في أحكامه من عدل ورجاحة عقل ، وكان أكثَم بن صَيْفي من حُكّام العرب المَعدودين الَذين إذا تكلم أنصت له الجميع، وعند سماع رأيه يأخذون به ويسيرون على نَهجهِ، لأن كلامهُ دُرر ومَواعظهُ خَيرٌ وَبِر ، وينتسب أكثَم بن صَيْفي التميمي الى قبيلة عربية أصيلة لها أمجادها المعروفة، وأوصى بها رسول الله(ص) وَحَثَ على إكرامها، اذ قال عليه الصلاة والسلام لرجل نال عنده من بني تميم: (لَا تَقُلْ لِبَنِي تَمِيمٍ إِلَّا خَيْرًا، فَإِنَّهُمْ أَطْوَلُ النَّاسِ رِمَاحًا عَلَى الدَّجَّالِ).
واوضحت الدراسة ان أكثَم بن صَيْفي يُعد من المُعَمرين الذينَ عاشوا زَمَناً طَويلاً يمتد الى قرنين من الزمن حسب ما اتفقت عليه معظم المصادر، وظهر أكثَم بن صيفي من عائلة معروفة ومشهورة في مجتمع العرب قبل الإسلام بالحُكم والقضاء بين المتنازعين وكان أبرزهم جدهُ الثالث مخاشن ووالدهُ صيفي، وقد حافظت هذه العائلة على هذهِ الخصال بعد انتشار الإسلام فكان لها مكانتها في المجتمع الإسلامي، وساهم العديد من عائلة أكثَم بن صَيْفي في الحَياة العلمية للدولة العَرَبية الإسلامية وَثَقافتها، فمنهم القُضاة والمُحَدثين والفقهاء والشُعَراء وغير ذلك ، وكان لأكثَم كلمة مؤثرة ومسموعة ومَكانة عالية في مجتمعه وقبيلته، الأمر الذي جعل الكلمة الفصل لهُ في يوم الكُلاب الثاني وهو من أيام العرب المعروفة قبل الاسلام، وكان لأكثَم بن صَيْفي مَكانة كبيرة لدى الملوك لاسيما ملوك الحيرة، اذ ذهب الى مَلكها النُعمان بن المنذر وَفكَ أسر التميميين لدى الملك ، لما له من قوة المنطق والاقناع ، وكان لِشُهرة أكثَم بن صَيْفي التي وصلها من خلال بَلاغتهِ وسُرعة حُجّتهِ ورباطة جأشه وفصاحتهِ في الكَلام، الأثر الكبير في ان يوفَدهُ النُعمان بن المنذر الى كُسرى فارس رئيساً لوفد العرب لتوضيح مزاياهم.
واكدت الدراسة ان أكثَم بن صَيْفي امتلك قوة بيان وفصاحة لسان كبيرة مكنتهُ بعد أن ترأس وفد القبائل العربية الى كُسرى فارس من أن يُغير نظرة ذلك الملك عن العرب ومزاياهم وامكانياتهم بعد أن كان ينظر اليهم بعين الذل والمهانة، اذ استطاعوا أن يروضوا الصحراء لحياتهم وهو مالم تتمكن منهُ الاقوام الأخرى، ورُغم ان أكثَم بن صَيْفي عاش في عَصر قبل الإسلام ذلك العصر الذي شاعت فيه الرذيلة، الا انهُ حَـرّمَ على نَفسهِ الخَمر لأنها مُجلبةٌ للبلاء والذل والمهانة.