رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش قصور وحدائق بغداد في العصر العباسي
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش قصور وحدائق بغداد في العصر العباسي
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية بجامعة ديالى رسالة الماجستير الموسومة بـ (قصور وحدائق بغداد في العصر العباسي 145 – 656هـ / 762 – 1258 م- دراسة حضارية ) .
وسعت الدراسة التي تقدمت بها الطالبة عبير رشيد شاكر محمود ، وأشرف عليها الاستاذ المساعد الدكتورة ندى موسى عباس ، الى التعرف على خطط بغداد فيما يتعلق ببناء القصور وانشاء الحدائق في العصر العباسي (145-656ه/762-1258م ) ، اذ شهدت بغداد خلال هذا العصر بناء عدد من القصور الرائعة والمتميزة بزخارفها وحدائقها الجميلة التي كانت حول القصور او في داخل باحاتها ، فضلاً عن انشاء الحدائق والنزهات العامة وبساتين وحدائق الاديرة القريبة من محلات بغداد .
وتوصلت الدراسة الى استنتاجات عدة منها ان عدد كبير من القصور الفخمة والمتميزة بزخرفتها وروعتها، وحدائقها الرائعة ومتنزهاتها التي أصبحت مكاناً للترفيه والترويح عن النفس من قبل الطبقة الخاصة وعامة الناس، خصوصاً في احتفالات أيام الاعياد ، فضلا عن عناية العرب قبل الاسلام وبعد انتشاره ببناء القصور وانشاء حدائقها حولها أو في داخل قصورهم واستخدامهم لأنواع عديدة من مواد البناء من الاجر والجص والقراميد(القاشاني) والزخارف المتنوعة .
وأوضحت الدراسة ان الحركة العمرانية في بغداد ازدهرت بعدما عاد الخلفاء الى عاصمتهم القديمة بغداد، فأنشأوا العديد من القصور والحدائق من قبل الخلفاء، والامراء البويهيين، والسلاجقة، منها دار الخلافة، ودار المملكة وما حوته من قصور وبساتين في داخلها ، واختيار المواقع المناسبة لإقامة القصور وانشاء الحدائق والبساتين في العصر العباسي على انهار وشواطئ دجلة لأنها كانت ذات فائدة كبيرة في تجميل القصور وتوفير مياه الشرب ، وايضا لسهولة ايصال الماء الى الحدائق والبساتين ، والاعتماد الكلي في بناء القصور على المواد المتوفرة مثل اللبن، والآجر، والجص، وقد كان للجص دور كبير في جميع أنواع الزخارف من الرسوم ، وطلاء الجدران بالفسيفساء، والذهب ، بالإضافة الى رسم الصور الحيوانية، والنباتية، والأدمية على جدران تلك القصور والتي ابتدأت في العصر الاموي وازدهرت وتطورت في العصر العباسي .
وبينت الدراسة ان حدائق الاديرة كانت من ضمن المتنزهات التي كان يقصدها أهل بغداد في الأعياد سواء كانت الاعياد للمسلمين أو للنصارى؛ لأن المسلمين ومنهم الخليفة كانوا يشاركون النصارى بالاحتفال في أعيادهم ويخرجون للتنزه في تلك الديارات , وكانت حدائق الحيوانات مقسمة على قسمين منها للخاصة (الخلفاء وكبار رجال الدولة) ومنها للعامة من الشعب ، وقد كانت العناية بحدائق الحيوانات كبيرة لولع الخلفاء العباسيين باقتناء الانواع الفريدة من الحيوانات ، والطيور، والاسماك؛ لحبهم للطبيعة وما يتعلق بها، اذ كان الخلفاء كثيري الخروج للصيد من أجل صيد اكثر عدد من الحيوانات وجلبها الى حدائقهم الخاصة بالحيوانات.