رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش توظيف النحو في تخريج المسائل الفقهية في كتاب زينة العرائس للمقدسي
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش توظيف النحو في تخريج المسائل الفقهية في كتاب زينة العرائس للمقدسي كتب / إعلام الكلية ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ (توظيف النحو في تخريج المسائل الفقهية في كتاب زينة العرائس للمقدسي ت 909 هـ – مثالا ) . اعتنت الدراسة التي تقدم بها الطالب محمد ابراهيم عليوي ، وأشرف عليها الاستاذ المساعد الدكتور إياد سليمان محمد ، بتوظيف النحو في كتاب ( زينة العرائس ) في كيفية استخراج واستنباط المسائل الفقهية على أسس وضوابط القواعد النحوية على وفق المذهب الحنبلي . كشفت الدراسة مدى التداخُل والعلاقة الوطيدة بين علمي النحو والفقه، إذ إنَّ الفقيه والمُجتهد لا يُمكن له فهم الأحكام الشرعية بمعزلٍ عن فهم وإدراك الأَدلّة التي تشكلت بسببها تلك الأحكام ، واستعانة المُصنِّف بعلم النحو في تقعيد المسائل الفقهية، فهو يجعل من القاعدة النحوية المرجع الأَساس في بناء وتشكيل حُكمه الفقهي ، وأنَّ مُعظم الأحكام الشرعية والمسائل الفقهية إنَّما بُنيت وحُدِّدت من خلال توظيف وفهم القواعد النحوية التي تُمثِّل علمًا في فقه النص الشرعي، إذ أنَّ مُعظم مُصطلحات النحويين تجري على ألسنة الفقهاء، وأنَّ مُعظم رجالات الفقه وأُصوله هم في الأساس ضليعون في علم النحو، لا سيّما المقدسيّ الذي لمْ يكن أُصوليًا وفقيها فحسب، بل كان من رجال النحو، فهو كثيرًا ما يُحيل المسائل إلى مظانِّها من كُتب النحو، فضلًا عن أَنظاره الخاصة، ومدى اهتمام الفقهاء والأُصوليين بالقرينة النحوية، بدلالة احتكامهم إلى القواعد النحوية، وذلك عن طريق التنقيب عن أُـسسها وضوابطها عند كبار النحاة، لا سيّما سيبويه والمبرد، والأخفش والفرّاء، وأبو حيان وغيرهم. بيّنت الدراسة أنّ مُعظم الإشكالات والاختلافات الفقهية والشَّرعية منبعها اختلاف الثقافة النحوية عند الأُصوليين، فهم على دراية بعلوم العربية، ولذلك اختلفوا فيما يصدرون عنهم من أحكام، فلا يُمكن تجاوز عقبة هذه الخلافات دون الفهم الدقيق للقواعد النحوية التي بناها النحاة، والذي هو اختلاف تنوع لا اختلاف تضادّ، وأنّ مُعظم القواعد النحوية التي أوردها المقدسي في كتابه مسنودة إلى آراء جُمهور النحاة وكُبَّارهم، لا سيّما أبي حيّان وابن هشام، فهو كثيرًا ما يُرجّح رأيهما في استدلالاته، أمّا القواعد المُختلف فيها، فتارة يدلو بدلوه ويرجّح، وتارة أخرى يسكُت، وأنّ بعضًا من المسائل الفقهية التي بناها المقدسي على أساس نحوي كان قد سبقها إليه غيره، إلَّا أنَّه ناقشها وأضفى عليها صبغة نحوية تجعل من القارئ لها مستأنسًا بقراءتها، وهذا يدُلُّ على العقلية الفذة التي انماز بها المقدسي في تخريجه للمسائل الفقهية.