رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش (سليمان البكري ناقدا)
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش (سليمان البكري ناقدا)
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة ديالى رسالة الماجستير الموسومة بـ (سليمان البكري ناقدا). هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة رغد علي جاسم ، وأشرف عليها الاستاذ الدكتورة وسن عبد المنعم الزبيدي ، الى تسليط الضوء على حياة سليمان البكري ونتاجه النقدي. توصلت الدراسة الى استنتاجات عدة منها أن البكري اكتسب ثقافة موسوعية على مدى نصف قرن من الزمن، هذه الثقافة أثرت مكنته في الخوض في مجالات عديدة من الكتابات الأدبية ، وكان للجو السياسي أثره في حياة الناقد بصورة عامة والثقافية بصورة خاصة ، فالإضافة إلى ما خلفه ابعاده عن مدينته من انقطاع عن كتابة الأعمال المسرحية، والمشاركة في بعض الأدوار، إلا أنه أسهم في البدء في مرحلة جديدة من العمل النقدي في مجال السردي، وقد تعددت أعماله النقدية وتنوّعها، فلم يقف عند الأعمال السردية المحلية و العربية، بل تجاوزها إلى الأعمال العالمية ولا سيما الأمريكية ، وقد تأثرت نقوداته بأفكار وتوجهات تشكلت عبر قراءاته المتعددة، ولا سيما الفكر اليساري والاشتراكي الذين شاعا في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، مما جعله في بعض منها يحاول أن يوجه العمل السردي من خلال تصرفات بعض الشخصيات أو صفاتها. بينت الدراسة أن أغلب دراسات البكري عبارة عن مقالات أو دراسات ضمن المجلات، مما أفقدها المنهجية في الدراسة، في بعض الأحيان ، وقد جاءت لغة الناقد بسيطة مفهومة من دون تعقيد، هذا راجع في رأينا إلى نشر دراساته في الصحف والمجلات، مما يستدعي لغة واضحة مفهومة؛ لأن قارئها ليس متخصصاً، وهو الأمر نفسه الذي يبرر عدم تنظيره لكثير من المصطلحات والمفاهيم ، واهتم الناقد بالمتلقي في معظم دراساته، ومحاولة إشراكه في تلقي النصوص، مما يعني إيمانه بالقراءة النسبية التي تستند إلى بنيات النص ومرجعياته، وما تتيحه من مساحات تأويلية، الأمر الذي يعني، اطلاعه على مناهج النقد الحداثية وما بعدها ولاسيما نظرية التلقي التي ظهرت في سبعينيات القرن الماضي. اوضحت الدراسة أن فكر البكري شغلته مسائل عديدة لعل أهمها مسألة التجريب في العمل السردي، حتى نجده يقرنه بالإبداع، مما يعني وعيه لمتطلبات العمل الإبداعي، ومجاراته لمتطلبات المرحلة وعدم اقتصاره على الأنموذج الواحد، وفي الوقت نفسه فالتجريب ولاسيما الشكلي يفتح آفاق التلقي، ويشرك القارئ في عملية إنتاج النص الإبداعي ، وكثرة نقد القصة مقارنة بالنقد الروائي وهذا نابع- في رأينا- من اهتمامه بالقصة وقربها من نفسه، ما نجده يكتب عدداً من القصص على عكس الرواية، فضلاً عن أن مكان نشر نقوداته في الصحف والمجلات ولا تحتاج مساحة واسعة مثلما نجه في نقد الرواية.