رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش البيوع وانواعها في الاسلام من خلال كتاب المدونة الكبرى لمالك بن انس ( ت179 هـ )
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش البيوع وانواعها في الاسلام من خلال كتاب المدونة الكبرى لمالك بن انس ( ت179 هـ )
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ (البيوع وانواعها في الاسلام من خلال كتاب المدونة الكبرى لمالك بن انس ( ت179 هـ ) – دراسة تاريخية .
وتهدف الدراسة التي تقدمت بها الطالبة ( صبا محمد داود ) ، الى التعرف على أهمية الجوانب الاقتصادية وفي مقدمتها البيع والشراء في الإسلام ، لانهما يعدان من اهم مقومات الحياة ، والتعريف عن حياة الامام مالك بن انس ، ودراسة كتابه المدونة الكبرى ، والتعرف على الأَحكام والشروط التي تـنظيم هذه العملية ، وجاءت هذه الاحكام والشروط ضمن مصـادر التـشـريـع الإسلامي المتمثلة بالقران الكريم والسنة النبوية الشريفة ، وما تضمنته من أَحاديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) ، وما سار عليه الصحابة والعلماء والفقهاء من احكام واجتهادات.
وتوصلت الدراسة الى عدة استنتاجات كان من ابرزها إِنَّ الإِمامَ مالك أحد كبار أئمة الإسلام ، امام مذهب ، وامام في الحديث النبوي متقناً له ، فضلا عن اتقانه وتمكنه من علوم أخرى عديدة ، ولم يستغل علمه لتحصيل المال والجاه والسلطان ، وكان بعيداً عن الثورات والتحريض عليها وعن الفتن والخوض فيها ، وكان صبوراً مثابراً في سبيل طلب العلم ، وان الامام مالك طرح في مدونته العديد من المسائل التي تخص المجتمع من خلال الجانب الاقتصادي الذي يمثل الشريان النابض للحياة الإنسانية فتناول الامام مالك البيوع وميز بين المعاملات المالية الفاسدة وغير الشرعية كالرِّبا وتلقي السلع وبيوع الغرر ، إِنَّ الامام مالك لم يكن متشدداً في مسائل البيوع التي لم يرد في تحريمها نص قراني او حديث نبوي ، وكان يتحرز ان يخطأ في افتائه ، وكان يكثر من قول لا ادري ، بينما كان كثير التشدد في البيوع التي ورد نص قراني في تحريمها ، مثل بيع جلود الميته ، فنجد انه حرمها وحرم الاستسقاء بها او وضع عظامها تحت القدور، وان الإسلام قد احدث تغيرات كبيرة في الحياة الاقتصادية حيث انه جاء بالحلول التي تدفع الحياة للتطور والرقي والازدهار في كافة نواحي المجتمع الذي كانت تسوده الفوضى ، والحق فيه للقوي اما الضعيف فهو مغبون مسلوب الحق.
وبينت الدراسة ان الإسلام اهتم بالكسب الحلال ودعا اليه وحذر من الكسب الحرام فالإسلام لا يجيز ان ينمي المسلم ماله بوسائل غير مشروعة كالرِّبا والاستغلال والغش والخداع فلم يترك عملية البيع منفلته دون شروط وضوابط ، ووضع الشرع ضوابط لمعاملات البيع والشراء وإلغاء البيوع التي كانت تقوم على الغبن والظلم وتتنافى مع ما جاء به الدين الإسلامي من مبادئ وقيم سامية ، وان أصول المدونة الكبرى هي القران الكريم والسنة النبوية والاجماع واعمال الصحابة، وعمل اهل المدينة، والاستحسان والعرف والعادات والمصالح ، وان دراسة الاقتصاد الإسلامي من خلال كتب الفقه تختلف عن الكتب الأخرى لان النهج الذي اتبعه الفقهاء في مؤلفاتهم فيه الدقة والاتقان والضبط مما يجعل مثل هكذا دراسات تتسم بالدقة.
واوضحت الدراسة ان الروايات التاريخية التي أوردها الامام مالك في مدونته عن البيوع ، إِنَّ تلك البيوع كانت واقع عملي ملموس ، وكان يزاولها المسلمون ويعملون بها بشكل عملي ، فلم تكن مجرد احكام وضعها الفقهاء في مدوناته ، لم تكن تلك المسائل الفقهية التي وردت حول البيوع مسائل انية انتهى التعامل بها بل شرعت على أسس علمية وفق المصلحة العامة مع ثبات وديمومة التعامل بها ، واستمر التعامل بها حتى الوقت الحاضر كبيوع السلف والمرابحة ومعاملات الشركة والرهن والقرض والصرف وما شابه ذلك.
نشر : م. مترجم: زينة فيصل ياسين| بقلم: اعلام الكلية