رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش البحث الدلالي في كتاب الإيضاح في شرح مقامات الحريري للمطرزي ( ت: 610هـ )
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش البحث الدلالي في كتاب الإيضاح في شرح مقامات الحريري للمطرزي ( ت: 610هـ )
كتب / اعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ (البحث الدلالي في كتاب الإيضاح في شرح مقامات الحريري للمطرزي ( ت: 610هـ ) .
وتهدف الدراسة التي تقدمت بها الطالبة ( همم راضي عليوي ) ، الى تسليط الضوء على الجهود اللُّغوية , لواحدةٍ من اهم الشخصيات , أَلَا وهي ( أَبي الفتح ناصر الدين بن السيِّد المُطرِّزي : ت610هـ ) , الذي وُصِف بأَنَّه معجميٌّ جيِّد , له مؤلفات مهمَّة تركت أَثرها في الدراسات اللُّغوي ، اذ ركزت الدراسةِ على كتابه ( الإيضاح في شرح مقامات الحريري ) دراسة دلالية , إذ شمل شرحُهُ معظم الموضوعات الدلالية .
وتوصلت الدراسة الى عدة استنتاجات كان من ابرزها ان المطرِّزي حاول أَنْ يشرح مقامات الحريري, ويفك غموض النصوص التي لا تُفهم , مستعينًا بخبرته في الدراسة المعجمية ، وقد أَظهر البحث شخصيَّة مهمَّة من شُرَّاح مقامات الحريري أَلَا وهو المُطرِّزي , تلك الشخصيَّة اللغوية المعجمية , التي أَعملت الجانب الدلالي في كل ما شرحه من أَلفاظ وعبارات , مستعينةً بجهود المعجميين السابقين ولا سيَّما الخليل ، إذ كان لا يتردد في إعمال فكره حتى أَنَّه ذكر أَكثر من احتمال معنوي للَّفظة الواحدة ، وكان كتاب الإيضاح ميدانًا تطبيقيًّا , حاول فيه المطرِّزي أَنْ يوظِّف الجانب الدلالي بشكل عملي , ويجعله موضِّحًا للنصوص التي عُنِي بها القُرَّاء , والتي تحمل في طيَّاتها نصًّا أَدبيًا كان غايةً في الجمال والروعة , فقد عمل جاهدًا على تصوير النصوص بالشكل الذي أَراده الحريري ، وعُنِيَ كثيرًا في شرحهِ بأَدلَّة الصِّناعة اللغوية والنحوية ولا سيَّما النقلية منها؛ إذ نجده يورِد عددًا من الشواهد القرآنيَّة, فضلًا عن كلام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) , وأَمثال العرب وأَشعارهم, مُعضِّدًا رأيَه بها, مما جعله يمتلك قدرة الإقناع فيما يراه في كثير من الأَحيان .
واكدت الدراسة انه كان أَمينًا في النَّقلِ ، إذ كان يُصرِّح في مواضع كثيرة بالمعجميين الذين نقل عنهم , كالخليل وابن فارس وابن دريد وغيرهم , وقد وجَدَت الباحثة أنَّ المطرِّزي من أَهل الخبرة والصَّنعة في المعجم , إذ حاول جاهدًا أَنْ يوظِّف أَصلُ المادةِ في شرحه , ويرُد بعض الدلالات إلى أَصلها الذي اشتقَّت منه، ولم يقتصر جهده على دلالة الأَلفاظ , بل ضمَّنه الدلالة الصوتية والصرفية والنحوية , كاشفًا عن إمكاناته اللغوية , ومهاراته في الإفادة من تضافر مستويات اللغة في شرحه لمقامات الحريري ، وإنَّ من يوازن بين شُرَّاح المقامات يَجِد تفوقًا كبيرًا لشرح المُطرِّزي على الشروح الأُخرى من جهةِ عنايته بالمسائل النحوية , فقد تطرَّق إلى مسائل نحويَّة عِدَّة منها (التضمين ومعاني الحروف) , كما لم يتردَّد في الإشارة إلى ما وقع في مقامات الحريري من أَساليب تندرج ضمن معاني النحو كـ(الحذف والذكر والتقديم والتأخير) كل ذلك فعله من أَجل تقريب هذا الفن أَعني فن المقامات الذي كان مُزدهرًا في عصرِهِ .
وكشفت الدراسة أَنَّ المُطرِزي من المؤيدين بوقوع المُشترك والترادف في اللغة مع أَنهُ لم يذكر موقفه هذا صراحةً , إلَّا أَنَّ الباحثة تبيَّن لها ذلك من خلال شرحه لأَلفاظ ذكرها الحريري , وقع المُشترك والترادف بينها, وقد وضَّح ذلك المُطرِّزي من خلال ذكره الكلمة المُرادفة كـ(العُلالة والبُلالة) , أَو التي وقع فيها المُشترك كـ (الأَطيبان واللَّطيمة) ، أَمَّا التطور الدلالي ومسأَلة تطور اللفظة والمراحل التي مرَّت بها , فكانت حاضرة ومضمَّنه في شرحهِ مقامات الحريري, فقد أَشار في مواضع عِدَّة إِلى مظاهر تطور الدلالة وتخصيصها وعمومها , وكلُّ هذا يُعبِّر عن اطلاعهِ على مصادر اللغة ومعجمات العرب , ويكشف عن شخصيته العلمية الدالَّة على اطلاعه وسعة علمه.
نشر : مسؤولة الموقع الالكتروني مواهب عبد الرسول| بقلم: اعلام الكلية |