رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش مشكلات الريف ومستوى الاصلاح الحكومي في العراق 1958- 1968
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش مشكلات الريف ومستوى الاصلاح الحكومي في العراق 1958- 1968
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ (مشكلات الريف ومستوى الاصلاح الحكومي في العراق 1958- 1968 ) .
وتهدف الدراسة التي تقدم بها الطالب ( حسين علي حسين ) ، الى تسليط الضوء على أهم المشكلات التي اعترت الواقع الريفي، والخطوات، والبرامج التي نفذت ، ولاسِيَّمَا في المجال الزراعي بشكل خاص ، والاقتصادي والاجتماعي بشكل عام ، ولتبيان أهم الفجوات التي هي بحاجة إِلى تخطيط ومعالجة ، و دراسة مشكلات الريف ومستوى الإصلاح الحكومي في العراق بين (1958-1968) .
وتوصلت الدراسة الى عدة استنتاجات كان من ابرزها ان عدم الاستقرار السياسي الذي سادَ في العراق إبان حقبة الحكم الجمهوري , الإهمال الإداري الذي عاشهُ أبناء الريف بسبب سيطرة شخصيات من رؤساء العشائر أو الإقطاعيين على الأراضي والمناصب الإدارية, وعدم عناية أولئكَ بما يعانيه سكان الريف , أدى إلى انخفاض الدخل الفردي لمعظم فئات المجتمع الريفي, حتى عانى أغلب سكان الريف من عدم توافر فرص العمل الذي أنعكس بدوره على انخفاض المستوى المعاشي لمعظم سكان الريف وعدم توافر السكن الملائم مِمَّا زاد من انتشار الجهل والأمية في أغلب المناطق الريفية التي أوجدت الظروف المناسبة لاستمرار الهجرة لأبناء الريف وترك المدارس بسبب عدم عنايتها بالتعليم ، هذا فضلًا عَمَّا عاناه أبناء الريف من انتشار الأمراض .
واوضحت الدراسة ان قلة الخبرة وأساليب المتنفذين قد أدتا إِلى عرقلة تنفيذ خطط ثورة 14 تموز للنهوض بالواقع الخدمي للأرياف أضيفت أعباء جديدة على الفلاحين منعتهم من الاستمرار في عمليات الإنتاج الزراعي، إِلَّا أَنَّ ذلك لم يمنع من تحقيق بعض الانجازات على مستوى إنشاء المدارس في القرى والأرياف، وانخراط أعداد من التلاميذ والطلبة في المدارس الابتدائية والثانوية الريفية، كما أَنَّ الحكومة اعتنت ببناء بعض المستشفيات والمستوصفات في جميع الألوية, إذ توسعت المستوصفات في بعض القرى بشكل واضح وتحسنت نوعية الخدمات الريفية المقدمة للمواطنين ولكن ظلت بعض القرى تعاني من عدم وجود مستوصفات ومراكز صحية لمعالجة أبناء الفلاحين من الأمراض السارية فيها.
وبينت الدراسة ان الريف يؤلف المصدر الرئيس لتكوين الطبقة العاملة في المدينة، ولاسِيَّمَا بعد ازدياد الارتباط بين المدينة والريف، وبرزت الهجرة من الريف إِلى المدينة بوصفها ظاهرة اجتماعية نجمت عن تفاقم الاستغلال الإقطاعي للفلاحين، واستمرت القرى ترفد الطبقة العاملة في المدينة، وذلك للحيلولة من دون انهيار اقتصادها الزراعي المتواضع ، على الرغم من اشتداد الاستغلال الإقطاعي ، وشهدَ التعليم في المناطق الريفية في العهد الجمهوري تغييرات مهمة أهمها التخلص من الأساليب التقليدية في حل مشكلات معقدة والتي كان يعاني منها الطلبة بشكل عام والتوجه نحو أساليب حديثة توثق الصلة بين المدرسة والمجتمع الريفي كمجالس الإباء والمعلمين للقضاء على كافة المعوقات التي تعتري سبيل التعلم, واجهَ أبناء الريف مشكلة السكن على الرغم من أن الحكومة قامت بتوزيع أراضٍ على الفلاحين للاستفادة منها في بناء دور لهم ومعالجة مشكلة السكن, فضلًا عن أن سكان الأكواخ في بغداد لم يهاجروا إليها بإرادتهم وإنما أضطرهم إلى ذلك ظلم الإقطاعيين الذين أجبروهم على ترك أرض الآباء والأجداد.
نشر : م. مترجم: زينة فيصل ياسين| بقلم: اعلام الكلية