رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش الحياة الاجتماعية في مصر والشام خلال كتاب نيل الأمل في ذيل الدول لأبن شاهين الظاهري
رسالة ماجستير في كلية التربية للعلوم الانسانية تناقش الحياة الاجتماعية في مصر والشام خلال كتاب نيل الأمل في ذيل الدول لأبن شاهين الظاهري
ناقشت كلية التربية للعلوم الانسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ (الحياة الاجتماعية في مصر والشام خلال كتاب نيل الأمل في ذيل الدول لأبن شاهين الظاهري ت 920هـ ) .
وتهدف الدراسة التي تقدم بها الطالب ( عدنان عباس شاكر ) ، واشرف عليها الاستاذ الدكتور ( عبد الخالق خميس علي ) ، الى لمعرفة المظاهر التي تكون نمط الحياة العامة ، ونمط التفكير ، وسلوك الإنسان وحركة حياة أولئك الذين سبقونا بقرون عديدة من جانب آخر ، ولوجود تنوع اجتماعي معقد سواء في طبيعة الحياة المعيشية للمجتمع المصري والشامي آنذاك ، أو في كل ما له علاقة بالجانب الاجتماعي ، وما يؤثر على حياة الناس من عوامل مختلفة كان لها تأثيرها المباشر على المجتمع ، ومعرفة عاداته وتقاليده وأثرها على الحياة العامة ، فضلاً عن أثر السياسة والحروب والدين فيه .
وتوصلت الدراسة الى عدة استنتاجات كان من ابرزها أن عصر المؤلف ابن شاهين الظاهري كان مليئاً بالأحداث السياسية والاضطرابات ، وطغيان السلاطين وأمرائهم ، إلا أنه لم يتردد في بيان رأيه في السلطنة المملوكية والضعف الذي كان ينتابها في كل مفاصل السلطنة ، واتضحَّ من خلال هذه الدراسة أن ابن شاهين الظاهري لم يكن بالشخصية العادية على الرغم من عدم شهرته مثل باقي المؤرخين والعلماء ، ويعود سبب ذلك الى ضياع أغلب مؤلفاته ،عاصر ابن شاهين الظاهري الكثير من العلماء المشهورين وكانوا شيوخه الذين ساعدوه على إبراز علومه ورفع مكانته العلمية بين العلماء ، يُعد كتاب (نيل الأمل في ذيل الدول) من الكتب التي كانت مصدراً مهماً للمؤرخين الذي جاؤوا من بعده .
واوضحت الدراسة أنّ المجتمع المصري والشامي قد قسم الى طبقات متفاوتة فمنهم من كان يعيش في رخاء ومنهم من كان يموت جوعاً ، وكان جمال المجتمع المصري والشامي بتنوعه القومي والمذهبي والاختلاف الديني ، إذ كان المجتمع يضم جميع أشكال وأنواع الناس من جميع القوميات والأديان ، ممّا ساعد على خلق تنوع ثقافي للمجتمع على الرغم من حصول بعض المشاحنات في بعض الأوقات ، وكان استغلال الدولة لتنوع المجتمع المصري والشامي القومي ، والديني فكانت تؤجج الوضع بين الطوائف والأديان والقوميات حينما يكون التذمر الاجتماعي من الدولة كبيراً ، لذلك تعمل حينها على إثارة النزعات العرقية والدينية لأشغالهم بها ،وإنّ لطبقة العلماء دور مهم في المجتمع المصري والشامي من باب منفعته بالعلوم ، أو من باب اعمالهم الخيرية مثل بناء المساجد وغيرها من المنشآت التي تخدم المجتمع .
واكدت الدراسة ان أمراء المماليك حاولوا كسب المجتمع المصري والشامي الذي طالما عدَّهم غرباء عنه ، لذلك عملوا على التقرب منهم ببناء المساجد والمدارس والخانقاهات ، وإنّ مرض السلطان يؤدي الى توقف تام للحياة في الأسواق وغيرها من الأماكن ، وذلك لخوف الناس من موته وحدوث اضطرابات ونزاعات بين الأمراء لتولي الحكم ، فكثيراً ما حدث ذلك ، لذلك كان الناس يتخوفون من مرض السلطان لأنّه يؤدي أحياناً الى حرب في شوارع القاهرة وغيرها من المدن ، وكان هناك تنافس كبير بين كبار فقهاء وقضاة المذاهب السنية ، ممّا انعكس هذا التنافس على العامة من إتباع هذه المذاهب ، وكان التصوف هو السمة الغالبة على المذاهب الدينية آنذاك ، لذلك شاهدنا كثرة الزوايا والخانقاهات .
نشر : م. مترجم: زينة فيصل ياسين| بقلم: اعلام الكلية