كلية التربية للعلوم الإنسانية تعقد ندوة في المكانة التاريخية لحضارة ديالى في تاريخ العراق القديم

كلية التربية للعلوم الإنسانية تعقد ندوة في المكانة التاريخية لحضارة ديالى في تاريخ العراق القديم

عقد قسم التاريخ في كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ديالى ندوة في المكانة التاريخية لحضارة ديالى في تاريخ العراق القديم .

 ركزت الندوة التي أدارها رئيس قسم التاريخ الاستاذ الدكتور عبد الخالق خميس علي ، وناقش محاورها الاستاذ الدكتور شاكر محمود اسماعيل العبيدي على العمق التاريخي لمواقع منطقة ديالى في تاريخ العراق القديم، وأثر انتاجات تلك المواقع على الارث الحضاري العراقي القديم.

بينت الندوة ان العمق الحضاري لمواقع ديالى العديدة ترجع الى العصور الحجرية، وقد أكدت عمليات التنقيب التي اجريت في مواقع ديالى على سبقها الحضاري في تقديم العديد من المعالم الحضارية وهو الامر الذي سبقت به العديد من المدن التاريخية القديمة المعروفة ، لقد امتلكت منطقة ديالى مزايا حضارية عديدة جعلتها مركز استقطاب للأقوام العراقية على مر العصور ، فوجود نهري دجلة وديالى ووجود التربة الخصبة فضلاً عن الموقع الاستراتيجي المهم على الطرق التجارية الدولية كل ذلك منحها سبق حضاري تقدمت به على العديد من المواقع الحضارية الاخرى في العراق.

أوضحت الندوة أن حضارة ديالى قدمت الانتاجات الحضارية في مواقع مهمة انعكست على تاريخ العراق بصورة عامة وليس على حضارة ديالى فقط ، وكان من  ابرز تلك الانتاجات انه تم تقسيم عصر فجر السلالات في العراق الى ثلاث أدوار بناءً على ما قدمته مواقع حضارة ديالى من انتاجات حضارية ، فضلاً عن ذلك ظهرت العديد من الطرز الفنية في النحت والاشكال الهندسية المختلفة في الاختام الاسطوانية في مواقع ديالى اصبحت صفة حضارية في جميع مدن العراق القديمة، منها الفخار القرمزي واللبن المستوي المحدب والجرار ذات الاكتاف المحززة وغيرها.

أكدت الندوة ظهور العديد من المعابد في مواقع ديالى القديمة مثل تل خفاجة وتل اسمر وتل اشجالي بنيت منذ عصور فجر السلالات وكانت شاهد على السبق الحضاري لمواقع ديالى القديمة وكان أبرزها معبد الاله سين والمعبد البيضوي في تل خفاجة، وتوج الانتاج الحضاري لمواقع ديالى في العصر البابلي القديم اذ ظهرت مملكة اشننا التي تمكنت بمفضل موقعها الاستراتيجي ومؤهلاتها الحضارية ان تكون قوة سياسية متقدمة ضمن الممالك الامورية العديدة واصبحت منافس قوي لمملكة بابل ومملكة اشور.

والجدير بالذكر أن هذه المملكة قدمت انجازات حضارية عديدة معمارية واقتصادية توجت بسن قانون معروف باسم قانون اشننا وظهرت في مواقعها الالاف من النصوص الكتابية كان من ضمنها نظريات في الرياضيات تسبق نظريات فيثاغورس واقليدس بألف عام على الاقل تمثل تطور علمي كبير فاقت به جميع المواقع العراقية الاخرى.