
كلية التربية للعلوم الإنسانية تعقد ندوة بعنوان من المقاصد الدلالية لأفعال الحركة في التعبير القرآني
كلية التربية للعلوم الإنسانية تعقد ندوة بعنوان من المقاصد الدلالية لأفعال الحركة في التعبير القرآني
عقد قسم اللغة العربية في كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ديالى ندوة بعنوان ( من المقاصد الدلالية لأفعال الحركة في التعبير القرآني ) .
ركزت الندوة التي ناقشت محاورها المدرس الدكتورة انتصار يونس مهيهي ، على أفعال الحركة ، إذ حظيت بنصيب وافر في التعبير القرآني ، بما تحمله من دلالات الحركة الحسية وغير الحسية ، وإن الحديث عن المقاصد الدلالية لأفعال الحركة في التعبير القرآني يأتي من باب الحديث عنِ المعجم القرآني وهو معجم حٌّي متنّوعٌ دائُم الحركة يتحرك مع المفردات في سياقاتها المنتجة دلاليا . ولما كانت هذه الأفعال (افعال الحركة ) تحمل دلالة رئيسة أو عامة تتسم بالسعة والمرونة فإن التعّدد الدلالي لها بحكم التنوع السياقي سيكون نتيجًة حتميًة للعمليات التأليفية في اللغة ، وبيان هذا التنوع في المقاصد الدلالية للفعل الواحد في التعبير القرآني سيؤدي لرفع الالتباس وتحديد دلالة المفردة القرآنية بدقة ،وهي مفردة معروفة بحساسيتها للعمليات التأليفية في الجملة ، مع ارتباط دلالاتها جميعا بوشيجة ما بالمعنى الرئيس للفعل ، زيادة على أن بيان هذه المقاصد الدلالية بياٌن للفروق الدلالية بين الافعال المنتمية للحقل نفسه .
أوضحت الندوة أن تحديد الفروق الدقيقة بين الافعال له أهميته في بيان القدرة العالية للغة القرآن الكريم ودقة تعبيرها ما يجعل المتلقي أكثر فهما وتمييزا للمعنى ، زيادة على ما في اختيار القرآن لفعل معين دون الافعال المشاركة له في المعنى منً شاهد على إحكام المفردة القرآنية ما يستنهض رغبة الباحثين لكشف أسر ارها وسبر أغوارها. وبتحليل السياقات الضامة لطائفة من الأفعال الانتقالية: (أتى ،جاء ،حمل ، رفع) خلصنا الى أن لك فعل سمات دلالية ممّيزة وإن ما يظهر من تعاور أكثر من فعل واحد على دلالة ما ، هو من باب تقارب الدلالة الناشئ من تقارب المعنى المعجمي لمادة الأفعال لا من باب الترادف التام المنقوض بقصدية النص القرآني .
بينت الندوة إن الكشف عن الإعجاز اللغوي للأفعال القرآنية يتأتى من بيان دلالتها المفردة (المعجمية) ودلالتها التركيبية السياقية، حتّى تكون الدلالة مفِهمة لخصوصية استعمال الفعل من دون غيره في البيئة التركيبية التي استقّر فيها . وبهذا نجد محورين لبيان دلالة الفعل : أحدهما قائٌم على بيان القيمية الدلالية للفعيل في المحور الأفقي بالنظر إلى المتجاورات التركيبية والتجاذب الدلالي القائم بينهماِ، والمحور الآخر قائٌم على بيان القيمية الدلالية للفعيل في المحور العمودي بالنظر إلى علة مجيء الفعل من دون غيره من أفعال حقله الحركي . وإن ما يظهر للأفعال من دلالات حركية حسية أو غير حسية لها صلة بالدلالة الأصلية للفعل ، وإن اتّجهت أحياًنا بعيًدا عن أصلها المعجمي ولا سّيما في الدلالات غير الحسية ، التي وجدناها تكثر في الاستعمال القرآني بما يخدم غايات أسلوبية وفنّية للتراكيب ، بل قد نجد من الأفعال الحركية ما لا دلالة حسّية له في التراكيب القرآنية ، وهو بهذا يسير على مسار الألفاظ القرآنية في أدائها لدلالات فنّية مقصودة .