كلية التربية للعلوم الإنسانية تعقد ندوة في قصيدة النثر في جماليات التلقي وتحديات النص
كلية التربية للعلوم الإنسانية تعقد ندوة في قصيدة النثر في جماليات التلقي وتحديات النص
كتب / إعلام الكلية :
عقد قسم اللغة العربية في كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ديالى ندوة في قصيدة النثر في جماليات التلقي وتحديات النص .
أكدت الندوة التي ناقش محاورها الاستاذ الدكتورة نوافل يونس سالم ، إن أقلام النقد لاتزال تدور في فلك حراك التجديد الشعري – قصيدة النثر- منذ أن احتضنتها مجلة (شعر) وإلى يومنا هذا، ما بين المشاكسة لما عُدّ عند البعض تغريبا عن الشعر وابتعادا عن روحه، وبين التأييد والانتصار لما يمطّ الشعر إلى مديات أوسع من رهنها بنظام وزني وتفعيلي، وعلى وفق ذلك تلونت الكتابة المتلقية في تمثيلها الرؤية المنبثقة عن قراءة التغيير قبولا أو رفضا أو وسطية مشروطة للقبول، وهذا بلا شك مرتبط بذائقة التلقي – العادي منه والنقدي.
سعت الندوة الى التقاط بعض اختلافات الذائقة النقدية وتنوعها عبر تاريخية التلقي ودراسته كما رسمها (ياوس) في جماليته، مع ما يثير هذا الاختلاف من تساؤلات عن كيفية تغير ذائقة التلقي ؟ هل كان تحول الكتابة الشعرية من القيد إلى الانفلات السبب وراء تبدلها، أو أن وعي التلقي وانفتاحه لتقبل ما هو جديد، عمل على تحريك الذائقة في استساغة المختلف، مع وجود من ناور على الاحتفاظ بالنسق الشعري ضمن قوانينه التي تربت عليها أذن الذائقة؟،
وضحت الندوة التغاير في التلقي بوقوفنا على الرؤى النقدية المحتفظة بالصورة النظمية المألوفة، أو التي ربتت على كتف الجديد دعما لرسوخه وديمومته، أو من حاولت تقنين الجديد بلوازم تمده بعراقة الشعر وروحه مع استلهامه الحداثة ومظاهرها الشعرية، فجاء اختيارنا في رصد تلقي قصيدة النثر من خلال التلقي السلبي – إن صح التعبير- أي الرؤية الرافضة للجديد الشعري بالشاعرة نازك الملائكة والدكتور صفاء خلوصي، والتلقي المشروط ويمثله الناقد فاضل ثامر ، أما التلقي الايجابي والقبول المطلق لقصيدة النثر فيمثله الدكتور رحمن غركان .
أكدت الندوة تغاير مواقف النقاد والدارسين العراقيين لقصيدة النثر، بين الرفض والقبول والاشتراط ، كما أن منهم من بقي على موقفه، والآخر تغيرت نظرته النقدية من غير أن يصرّح أو يذكر ذلك، وإنما من ممارسته الاجرائية على النصوص يجد القارئ المتابع تبدّل النظرة النقدية بين التنظير والاجراء، ولعل هذا ما ذهب إليه ياوس في تاريخ جمالية التلقي بأنَّ "هناك أعمال تقاوم تلقيها الأوّل، مما يجعلها في بداية نشأتها دون جمهور يرتبط بها، ومن ثمَّ تظلّ غير متقبلة لفترة معينة إلى أنْ تتمكن من تأسيس أفق انتظار جديد، له معايير جمالية جديدة، تنزع رضا جمهور معين فيتحلّق حولها، ونستطيع القول بأن إصرار شعراء قصيدة النثر على المضي بمشروعهم، وعدم التفاتهم إلى من رفضها أو اقترح شروطا فيها، جعل رؤية النقاد تتحوّل من الشرط إلى التكيّف معها على ماهي عليه، وهذا يعني أنها جنس أدبي أثبت حضوره وكان لرحابته وانفتاحه المتناغم مع روح العصر ما أسهم في احداث تحوّل هام في وظيفة الشعر.