كلية التربية للعلوم الإنسانية تعقد ندوة في علاقة التاريخ بالصحافة
كلية التربية للعلوم الإنسانية تعقد ندوة في علاقة التاريخ بالصحافة
كتب / إعلام الكلية :
عقد قسم التاريخ في كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ديالى ، ندوة في علاقة التاريخ بالصحافة .
أكدت الندوة التي ناقش محاورها الأستاذ المساعد الدكتور قحطان احمد فرهود ، ان علاقة التاريخ بالصحافة تعد من الموضوعات الهامة التي اخذت تثير اهتمام لا سيما المؤرخين والباحثين في علوم التاريخ والاعلام ، ولقد ولدت تلك القضية وتم مناقشتها أكاديميا وان العديد من التساؤلات والآراء على صعيد المؤرخين أنفسهم أو على صعيد الباحثين في علمي التاريخ و الأعلام ، بين من يؤيد بقوة تلك العلاقة ، وبين من يضع شروطا لابد من توافرها لتكون العلاقة تكاملية بين الصحافة والتاريخ.
وضحت الندوة أن الصحافة لا يمكن أن تبدأ من دون توافر حد أدنى من الثقافة والتعليم سواء للقارئ او المحرر ، فإذا علمنا أنَّ الجزيرة العربية لم تعرفها إلا في عام 1883م، عندما أنشأت الحكومة التركية فيها مطبعة رسمية ؛ فالظروف العلمية والثقافية والاقتصادية في الجزيرة العربية بشكل عام لم تكن تسمح بحركة طباعية أو صحفية في ظل ندرة من يستطيع القراءة والكتابة، لدرجة أنَّ أوَّلَ صحيفة صدرت في أربع صفحات مناصفة بين اللغتين العربية والتركية، وذلك لضمان وجود عددٍ كافٍ من المحررين والقرّاء، في حين لم يستمر عددٌ من الصحف التالية الصدور لذلك السبب. في حين لم تظهر الصحافة في شبه الجزيرة العربية ، كما يشير محمد عبد الرحمن الشامخ في كتابه «نشأة الصحافة في المملكة العربية السعودية» إلا بعد إعلان الدستور العثماني عام 1908م، حيث صدرت الجريدة الرسمية «حجاز» في مكة المكرمة، ثمَّ صدرت بعدها صحف أخرى هي «شمس الحقيقة»، «شمس حقيقت»، «الإصلاح الحجازي»، «صفا الحجاز»، «الرقيب» و«المدينة المنورة»، ثمَّ صدرت في عهد الشريف حسين صحيفة «القِبلة» في مكة المكرمة عام 1916م، وظهرت في المدينة المنورة صحيفة «الحجاز»، وفي عام 1920م صدرت صحيفة «الفلاح» ومجلة «مدرسة جرول الزراعية» في مكة المكرمة، وبعدها صدرت جريدة «بريد الحجاز» في جدة عام 1924م
وضحت الندوة وبينما يتفق الباحثون على أنَّ النشأة الحقيقية للصحافة في الدولة السعودية بدأت في أواخر سنة 1924م حين أُنْشِئَت صحيفة أم القرى؛ لأنَّ صدورها كما يشير الشامخ آذن ببدء عهد صحفي جديد اتسم بالاستمرار والاستقرار، وقام فيه أبناء المملكة بالدور الأكبر في ميدان العمل الصحفي. وقد صدرت إلى جانب هذه الصحيفة صحيفتان أخريان هما صوت الحجاز والمدينة المنورة، وثلاث مجلات هي الإصلاح والمنهل والنداء الإسلامي، فإنَّ الباحثين لم يتحدّثوا عن الإرهاصات السابقة لصدور صحيفة «أم القرى» التي كان لها دورٌ كبيرُ في تبنّي الملك عبدالعزيز فكرة إصدار الجريدة بأسرع وقت ممكن، حيث صدر العدد الأول بعد دخول الملك عبدالعزيز إلى مكة المكرمة بأسبوع واحد فقط. وعلى الرغم من المعلومات المقتضبة فإنها تدلُّ على أنَّ اهتمام الملك عبدالعزيز بالإعلام، وتطلعه إلى صدور صحيفة تتحدّث باسمه وتنقل صوت دولته إلى العالم.