كلية التربية للعلوم الإنسانية تعقد ندوة في التعايش السلمي بين المسلمين والذميين في عصر دولة المماليك البحرية (648-784هـ)
كتب/ إعلام الكلية:
عقد قسم التاريخ في كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ديالى، ندوة في التعايش السلمي بين المسلمين والذميين في عصر دولة المماليك البحرية (648-784هـ).
أكدت الندوة التي ناقش محاورها رئيس قسم التاريخ الأستاذ الدكتور عبد الخالق خميس علي أن الذميين (اليهود والنصارى) شاركوا بصورة عامة في الحياة العامة بنشاطاتها المتعددة في مصر والشام في عصر دولة المماليك البحرية (648- 784هـ/ 1250- 1382م) ، وقد تباينت هذه المشاركة أحياناً في طبيعة هذه العلاقة بين الطرفين، وذلك تبعاً للمواقف الخاصة، أو الوضع السياسي الذي مرت به السلطنة المملوكية في مدة من مراحل التاريخ المملوكي، ومع ذلك لم يكن الخلاف بين المسلمين والذميين هو الغالب في هذه العلاقات، وانما سرعان ما تعود عناصر الوئام والصفاء بين الطرفين للتغلب على طبيعة هذه العلاقات وحالات الخلاف.
وضحت الندوة أن الذميين المسلمين شاركوا في أحزانهم ومشكلاتهم الخاصة وهو دليل، إلى حد ما، على تلاحم ذلك المجتمع، ولم تقتصر المشاركة على حالات الفرح والحزن، بل شملت حالات الوباء والكوارث الطبيعية، فقد شارك الذميون مع المسلمين عام 749هـ/1348م في أيام الطاعون الذي ضرب جميع البلدان المطلة على البحر المتوسط حينما خرج الناس بدمشق للدعاء والصلاة وبأيديهم المصاحف، وخرج جميع أهل المدينة لرفع الدعوات، شاركهم في ذلك اليهود بتوراتهم والنصارى بإنجيلهم ومعهم النساء والولدان، وجميعهم باكون متضرعون متوسلون إلى الله تعالى بكتبه وأنبيائه ليخلصهم من ذلك الوباء الذي حصد أرواح الآلاف من الناس.
بينت الندوة أن السلطنة المملوكية سعت إلى التقريب بين فئات المجتمع المملوكي على اختلافها من أجل القضاء على الخلافات التي تحدث من حين لآخر، يؤدون ما عليهم من واجبات ويتمتعون بما لهم من حقوق، وذلك بإشراكهم في الأعمال ذات المصلحة العامة، كأعمال الصيانة وحفر الجداول والترع وبناء القناطر والطرق وغيرها.