
كلية التربية للعلوم الإنسانية تعقد ندوة في مفهوم التنمية البشرية ومقاييسها
كلية التربية للعلوم الإنسانية تعقد ندوة في مفهوم التنمية البشرية ومقاييسها
كتب/ إعلام الكلية :
عقد قسم الجغرافية في كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ديالى ندوة في مفهوم التنمية البشرية ومقاييسها .
أكدت الندوة التي ناقش محاورها كل من الأستاذ الدكتورة تنزيه مجيد حميد ، والمدرس الدكتور طلال منيهل كريم، أن موضوع التنمية البشرية اصبح الأكثر استهدافاً من كافة الدول والمجتمعات لصلته الوثيقة بالعملية الكلية للإنتاج ففي غياب التنمية البشرية لا يكون المجتمع قادراً على القيام بوظائفه في مجالات الحياة المختلفة، إذ تتوقف عملية التنمية البشرية في أي مجتمع من المجتمعات على توفر العديد من العناصر التي بدونها لا يتم الوصول إلى المستويات المرغوبة لها من جهة ، ويظل المجتمع في مكانة متخلفة مقارنة بغيره من المجتمعات .
بينت الندوة أن اشكال التنمية البشرية تتعدد فهي تشتمل على جوانب اجتماعية واقتصادية وصحية وثقافية وسياسية مرتبطة مع بعضها بشكل لا يتيح تطوير احداها بمعزل عن العوامل الاخرى ، الامر الذي يتطلب توافر الظروف المناسبة لتكون عملية التطوير عملية شاملة، وتشكل التنمية البشرية ظاهرة تتداخل فيها الجهود المادية والبشرية بكل تفاصيلها الاجتماعية والسياسية والثقافية، وتتحقق تلك التنمية بواسطة الناس وللناس، والتنمية بواسطة الناس معناها استثمار قدرة البشر سواء في التعليم أو الصحة أو المهارات المختلفة والتنمية من أجل الناس تشير بمعناها إلى كفاءة توزيع ثمار النمو الاقتصادي الذي يحققونه توزيعاً واسع النطاق، وعليه فالتنمية البشرية عبارة عن صيرورة تؤدي إلى توسع الخيارات أمام الناس عبر وضع البشر في صميم عملية التنمية وجعلهم هدفها وموضوعها، مثلما تدعو إلى حماية الخيارات الإنسانية لأجيال المستقبل والأجيال الحاضرة، وتشمل هذه الخيارات الحياة الطويلة والصحة واكتساب المعرفة والتمكن من الموارد الضرورية للتمتع بمستوى عيش مناسب.
وضحت الندوة أن التنمية البشرية تهدف إلى رفع متوسط العمر المتوقع للعيش وهذا يتطلب النهوض بالجانب الصحي ورفع مستوى المعرفة بالجانب الاقتصادي من خلال توفير فرص العمل اللازمة والنهوض بالأنشطة الاقتصادية ، كما أنها تعد عملية اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية شاملة تستهدف التحسين المستمر لرفاهية السكان بأسرهم والأفراد جميعهم على أساس مشاركتهم النشطة والحرة الهادفة في التنمية وفي التوزيع العادل للفوائد الناجمة عنها ، لذلك يعد الانسان غايتها ووسيلتها والموضوع الاساس لها كما تتمثل التنمية البشرية بالحرية السياسية وحقوق الانسان الاخرى المكفولة ومختلف مكونات احترام النفس بما في ذلك القدرة على الاختلاط مع الاخرين دون الشعور بالخجل من الظهور على الملأ ويقاس مؤشر التنمية البشرية وفقا لثلاثة معطيات هي متوسط العمر المتوقع عند الولادة، متوسط سنوات الدراسة المتوقع، والقدرة الشرائية للفرد.
أوصت الندوة بضرورة اجراء المزيد من الدراسات والبحوث بهدف صياغة سياسة سكانية واضحة، والاستثمار الامثل للطاقات الشابة في اي مجتمع وتنمية وتطوير القطاعات الاقتصادية، والتأكيد واقعياً على قانون التعليم المجاني ومحو الأمية في عموم محافظات العراق، وزيادة اعداد البنايات المدرسية لتتلاءم مع اعداد المدارس للقضاء على ظاهرة الازدواجية في التعليم.


