كلية التربية للعلوم الإنسانية تقيم ورشة في معركة مؤته بين السرية والغزوة – دراسة تحليلية
كلية التربية للعلوم الإنسانية تقيم ورشة في معركة مؤته بين السرية والغزوة – دراسة تحليلية
كتب/ إعلام الكلية:
أقام قسم التاريخ في كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ديالى ورشة في معركة مؤته بين السرية والغزوة – دراسة تحليلية .
بينت الورشة التي ناقشت محاورها الأستاذ المساعد الدكتورة غصون عبد صالح إن معركة مؤته حدثت عام 8 هـ بين جيش المسلمين والروم البيزنطيين ، وقد حدد خلالها الرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم ) لقيادة المعركة كل من زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب ، وعبدالله بن رواحة ، وبعد سجال طويل انتهت الغزوة باستشهاد القادة الثلاث ، ثم اصطلاح المسلمين على اختيار خالد قائدا لهم والذي تمكن خلالها من انسحاب الجيش والعودة به إلى المدينة .
بينت الورشة إن غزوة مؤتة تعد أول غزوة يخوضها المسلمون خارج حدود الجزيرة العربية، صمد فيها ثلاثة آلاف مقاتل مسلم أمام مائتي ألف من الروم والقبائل العربية الحليفة لهم لمدة ستة أيام كاملة، انتهت المعركة في اليوم السابع بعد قيام قائد الجيش خالد بن الوليد بانسحاب تكتيكي ناجح وبأقل الخسائر. اعتمد خالد بن الوليد في خطته على الحرب النفسية حيث أمر عددا من الفرسان بإثارة الغبار خلف الجيش، وأن تعلو أصواتهم بالتكبير والتهليل وقام بتبديل الرايات وغير أوضاع الجيش، وعبأه من جديد، فجعل مقدمته ساقة، وميمنته ميسرة، وهكذا دواليك، فلما رآهم الروم أنكروا حالهم، وقالوا: جاءهم مدد، فرعبوا، وسار خالد ـ بعد أن تراءى الجيشان وهجم على الروم وقاتلهم ، ثم أمر خالد بانسحاب الجيش بطريقة منظمة ـ وأخذ يتأخر بالمسلمين قليلاً قليلاً، مع حفظ نظام جيشه، ولم يتبعهم الرومان ظناً منهم أن المسلمين يخدعونهم، ويحاولون القيام بمكيدة ترمي بهم في الصحراء ولم يتبعوا خالدا في انسحابه. فانحاز الرومان إلى بلادهم ، ولم يفكروا في القيام بمطاردة المسلمين ونجح المسلمون في الانحياز سالمين، حتى عادوا إلى المدينة.
أكدت الورشة إن هذه المعركة وإن لم يحصل المسلمون بها على الثأر، الذي عانوا مرارتها لأجله، لكنها كانت كبيرة الأثر لسمعة المسلمين، إذ أدهشت العرب كلها بقبائلها، فقد كانت الدولة البيزنطية أكبر وأعظم قوة على وجه الأرض، وكانت العرب تظن أن قتالها هو القضاء على النفس ، فكان لقاء هذا الجيش الصغير ـ ثلاثة آلاف مقاتل ـ مع ذلك الجيش الكبير ـ مائتا ألف مقاتل ـ ثم الرجوع عن الغزو من غير أن تلحق به خسارة كبيرة ، يعد عظيما مما رفع من شأن الدولة الإسلامية الناشئة. وكانت هذه المعركة بداية لسلسلة معارك كثيرة بين المسلمين والرومان، انتهت بانهيار الدولة البيزنطية على يد الدولة العثمانية وذلك عند سقوط مدينة القسطنطينية على يد محمد الثاني عام 1453م.