
كلية التربية للعلوم الإنسانية تقيم ورشة في عبد الرحمن الداخل وجهوده في تأسيس الإمارة الأموية في الأندلس
كتب/ إعلام الكلية :
أقام قسم التاريخ في كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ديالى ورشة في عبد الرحمن الداخل وجهوده في تأسيس الإمارة الأموية في الأندلس .
أكدت الورشة التي أدارتها وناقشت محاورها بهار احمد جاسم أن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان تمكن من تأسيس دولة اموية جديدة في الأندلس( 138 هـ ) بعد ان تمكن من الهرب من العباسيين، وان عبد الرحمن هو حفيد الخليفة الأموي العاشر هشام بن عبد الملك, حيث وصل عبد الرحمن افريقية متخفيا ثم اتجه نحو بلاد المغرب الأقصى ولجأ إلى قبيلة ( نفزة ) البربرية التي كانت تقيم قريبا من مدينة سبتة, وكانت الأندلس آنذاك تعمها الفوضى والاضطرابات وتمزقها الفتن , وتطلع عبد الرحمن إلى هذه البلاد واستغل تلك الظروف لتحقيق أهدافه في إحياء ملك الأمويين في الأندلس .
بينت الورشة أن عبد الرحمن الداخل بدأ خطته بأن أرسل مولاه ( بدر ) ليمهد له الطريق وبالفعل تمكن من ذلك فرجع بدر وعاد إليه مع عدد من رجال الأندلس فركب عبد الرحمن معهم البحر حتى أرسوا بمدينة ( المنكب ) على الساحل الجنوبي الشرقي للأندلس وذلك في شهر ربيع الثاني سنة 138 هجري فسار الى مدينة ( طرش ) التي كانت توالي بني أمية فأتخذها قاعدة عسكرية وتقدم بعدها الى قرطبة واتخذها عاصمة له وأعلن نفسه أميرا على الأندلس ولم يكن عمره حينئذ يتجاوز السادسة والعشرين , ولم يلقب نفسه بلقب خليفة بل اكتفى بأن اضاف الى اسمه لقب ( ابن الخلائف ) , ولقب ( بالداخل ) لأنه أول الأمويين دخل الى الأندلس اميرا . كما لقبه الخليفة العباسي ابو جعفر المنصور ( بصقر قريش ) لبراعته وقوته وتوليه الحكم في الأندلس بعد ان كان هاربا من ايدي العباسيين .
وضحت الورشة أن حكم عبد الرحمن استمر مدة ( 33) سنة قضاها في كفاح متواصل ضد اعداءه ومناوئي وتمكن من القضاء عليهم الواحد تلو الآخر أما عن المظاهر الحضارية في عهد عبد الرحمن ( الأول ) فقد اتخذ هذا الأمير مدينة قرطبة عاصمة دائمة للدولة, وقد حرص على جعل قرطبة صورة من دمشق في منازلها البيضاء ذات الاحواش الداخلية المزينة بالأزهار , وكذلك عرف عن عبد الرحمن انه كان يرسل الى المشرق من يجلب له اشجار الفاكهة كذلك بنى في شمال قرطبة قصرا صيفيا على سفح جبل قرطبة سماه قصر الرصافة محاكيا في ذلك قصر جده هشام بن عبد الملك الذي بناه خارج دمشق في بادية الشام سنة 110 هجري وسماه بهذا الاسم ايضا . ولا زالت توجد في هذا المكان بقرطبة قرية تحمل اسم الرصافة , كما اعاد الامير عبد الرحمن بناء جامع قرطبة سنة 169 هجرية, وفيه يلاحظ بوضوح المؤثرات الشامية المقتبسة من المسجد الأموي بدمشق .


