كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش آراء الفراء اللغوية والنحوية في المحرر الوجيز لأبن عطية الأندلسي ( ت 541هـ ) – دراسة تحليلية وصفية
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش آراء الفراء اللغوية والنحوية في المحرر الوجيز لأبن عطية الأندلسي ( ت 541هـ ) – دراسة تحليلية وصفية
كتب/ إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ (آراء الفراء اللغوية والنحوية في المحرر الوجيز لأبن عطية الأندلسي ( ت 541هـ ) – دراسة تحليلية وصفية ) .
هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة نعمت شوكت مطلك ، وأشرف عليها الأستاذ الدكتور عثمان رحمن حميد ، إلى التعرف على آراء الفراء اللغوية والنحوية في المحرر الوجيز لأبن عطية الأندلسي .
توصلت الدراسة إلى أن العلماء والمؤرخين أجمعوا على أن تفسير ابن عطية غاية في الصحة والدقة والأهمية، فقد اعتمد ابن عطية في تفسيره على مصادر ومراجع من مختلف العلوم، وقد انحاز ابن عطية في أغلب المسائل إلى رأي سيبويه والبصريين، إذ ذكر ابن عطية ما يقارب خمسين ومئة رأي للفراء من الآراء اللغوية والنحوية، ولم يسلم ابن عطية بكل ما نقله عن الفراء بل وافقه في بعض المسائل وخالفه في بعضها الآخر إلا أن موافقاته له كانت أكثر من مخالفاته، وقد اهتم ابن عطية اهتماماً واضحاً بالظواهر الصوتية، ومن هذه الظواهر: ظاهرة الهمز التي نلاحظ فيها ميله إلى التخفيف كما في (معايش) وقد أفاد بذلك من مذهب سيبويه والفراء.
أكدت الدراسة إن ابن عطية بيّن من خلال حديثه عن قراءة (الكَره والكُره) بفتح الكاف وضمها أثر الصوت في تغيير الدلالة من خلال إبدال الأصوات أو تغييرها، فالكَره بفتح الكاف الإكراه، والكُره بضم الكاف المشقة، وهنا أفاد ابن عطية من رأي الفراء، وميل ابن عطية لمذهب سيبويه في فتح الميم في قوله تعالى: (الم. الله) لالتقاء الساكنين، كما تقول: (منُ الله) و(منَ الله) و(منَ الرسول)، في حين ذهب الفراء إلى أنّ الفتح ليس لالتقاء الساكنين وإنّما تركت العرب همزة الألف من (الله) والتقت حركتها على الميم، وذلك ضعيف عند ابن عطية، وقد استدل ابن عطية في بعض المسائل برأي الفراء، ومن ذلك رأيه في جعل (أماني) بتشديد الياء وتخفيفها على أفاعيل وأفاعل مثل قولهم: قراقير وقراقر، فمن يقرأها بالتشديد (أمانيّ) فهو الذي يقول القراقير، ومن يقرأها بالتخفيف (أماني) فهو الذي يقول القراقر، والقراءة الأصوب عند الفراء وابن عطية قراءتها بالتشديد.
وضحت الدراسة إن مخالفة ابن عطية لرأي الفراء في جعل (رُهُن) جمع (رَهْن) مثل: سَقف وسُقُف، وهي عند الفراء جمع (رهان) أي: جَمعُ جَمعٍ، وقد رُدّ رأي الفراء لأنّه غير مطردٍ عند سيبويه وليس كلُّ جمعٍ يجمع إلا أن ينصّ عليه، وقد أفاد ابن عطية من رأي الفراء في علة تذكير لفظة (قريب) في قوله تعالى: (إنّ رحمة الله قريب) على أنّ لفظة القرب إذا استعملت في قرب المسافة أو الزمن فقد تجيء مع المؤنث بتاء وقد تجيء بغير تاء، أشرت الدراسة إلى ميل ابن عطية لمذهب الفراء في أنّ أفعل لا تصح حيث لا اشتراك، في حين ذهب الفراء إلى أن أفعل التفضيل تصح حيث الاشتراك وحيث لا اشتراك. والمفضل لا يخلو من مشاركة المفضل في المعنى ولو كان ذلك تقديراً، وهو ما قصده الفراء من قوله يصح حيث اشتراك وحيث لا اشتراك.