كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش أدب الاعتراف في السرد النسوي العربي الحديث
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش أدب الاعتراف في السرد النسوي العربي الحديث
كتب /إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ديالى أطروحة الدكتوراه الموسومة بـ ( أدب الاعتراف في السرد النسوي العربي الحديث) .
هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة حنين وسام جياد، وأشرف عليها الأستاذ المساعد الدكتور سعيد عبد الرضا التميمي ، إلى تسليط الضوء على جانب من الأدب العربي، وذلك لتنوير الطريق لدراسات أوسع في مجال الأدب الاعترافي .
توصلت الدراسة إن أدب الاعتراف في السرد لم يخرج مفهوم الاعتراف في المعاجم العربية عن معنى الإقرار والاخبار, واعتراف الانسان عن شيء ما ليدل عليه لتحيل على خصوصية ذلك الاعتراف الذي يقترن بالإقرار والاخبار, وفي القرآن الكريم ميراث الامة العربية الاسلامية جاءت آيات كريمة بمعنى الاعتراف بالذنب, وطلب التوبة من الله تعالى قد مثل الاعتراف في الأدب العربي القديم ظاهرة أدبية يستعيد فيها الأدب الاعترافي كينونته, وتدلنا اعترافات المفكرين والأدباء العرب كأبو حيان التوحيدي, وأبن حزم الاندلسي, والغزالي, وأبن سينا على أهمية الذات, وقيمتها, وحاجتها للتنفيس عن مكنوناتها، ومثل أدب الاعتراف حديثًا لدى الكتاب والأدباء العرب الاندفاع الى مناطق مثيرة, وحساسة من حياته, يكتبها في مؤلفاته, ويقدم الصورة الحقيقية للكاتب, أو حتى جانبًا منها بكافة نواحيها السلبية والايجابية .
وضحت الدراسة إن أدب الاعتراف ولد من رحم السيرة الذاتية, كونها الشكل السردي الذي يقترب كثيرًا من شخصية الكاتب, ويصنعها وفق ما يملي عليه مجتمعه, ثم مع التطور الحداثي الذي اصاب الأدب عمومًا, والانماط الأدبية خصوصًا قد وسعت جغرافيا الأدب الاعترافي, فتناثرت اعترافات الكاتب في اشكال أدبية كثيرة منها: السيرة الذاتية, مذكرات, يوميات, روايات, رسائل, او عناوين صريحة للاعترافات.
بينت الدراسة إن لأدب الاعتراف حدودًا معينة, تختلف وفق صياغة الكاتب المؤدي لاعترافاته, فذات الكاتب غالبًا ما تحمل شيئًا عزيزًا يخشى عليه من الافصاح والاعتراف امام القراء, لذا فأن حدود أدب الاعتراف, ولا سيما في الكتابات النسوية تحكمها العادات والتقاليد المجتمعية, وذات الكاتب, وقدرته على كشف دواخل نفسه للعامة.
أشارت الدراسة إلى أن المرأة وجدت في الكتابة ملاذها الوحيد والأمن, بعد أن عكر صفوها العادات والاعراف, التي حملها لها المحيط الذي تعيشه, فما كان لذاتها الا أن تسمو مع فعل الكتابة, وتنطلق من فكر حمل تبعات التملك لكل ما يخصها, فما كان لها إلا أن تتخذ الكتابة وسيلة للتحرر, وبسط اسس الحياة الخاصة بها، وقد استطاعت المرأة الكاتبة من خلال التعبير بلسان جميع النساء, ان تشرح معاناتها, وتبوح بذاتها, وما يعتري دواخلها من مشاعر مكبوتة, فكانت لغتها انثوية باعثة على مواجهة المجتمع, والاخطاء التي ناءت بحملها, ولما كانت هذه المعاناة وهذا البوح والاعتراف موجة ضد الآخر/الرجل, فقد توجهت لها الاقلام النقدية, كرد فعل على شيء جديد غير معهود من قبل.