
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش أثر موبوتو سيسي سيكو في سياسة الكونغو الديمقراطية (زائير) 1930-1997
كتب/ إعلام الكلية:
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية اطروحة الدكتوراه الموسومة بـ (موبوتو سيسي سيكو وأثره في سياسة الكونغو الديمقراطية (زائير) 1930-1997).
هدفت الدراسة التي قدمها الطالب أكرم اسماعيل جاسم، وأشرف عليها الأستاذ المساعد الدكتورة حنان طلال جاسم، إلى التعرف على أثر موبوتو سيسي سيكو في سياسة الكونغو الديمقراطية (زائير) 1930-1997.
توصلت الدراسة إلى أن شخصية موبوتو سيسي سيكو في مسيرته السياسية ما بين عامي ١٩٦٥ – 1997، كانت مقربة ومؤثرة لدى رؤساء الدول الغربية منها الولايات المتحدة الأمريكية وبلجيكا وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل، وقد تناقضت سياسة الرئيس موبوتو سيسي سيكو في رسم السياسة الخارجية لبلاده، على وفق ما تقتضيه المصلحة الشخصية والوطنية لبلاده إذ نلحظ أنه رئيس مسالم في جوانب محدودة لاسيما سياسته تجاه الولايات المتحدة الأمريكية وبلجيكا وبريطانيا وفرنسا عندما استخدم سياسة الحكمة والحذر في سعيه لتفكيك المعارضة السياسية المدعومة من الدول الاشتراكية، من دون اللجوء إلى استخدام العنف، لذا وصف بعض الأحيان بأنه رئيس غير ثوري أراد انهيار المعارضة السياسية، من دون خلق فوضى تهدد أمن الكونغو زائير والعالم، ومن ناحية أخرى نجد أن شخصية الرئيس موبوتو سيسي سيكو عدائية ودموية، والدليل على ذلك تدخلات العسكرية المباشرة ضد المعارضة السياسية في الدول الإقليمية.
وضحت الدراسة أن أزمة الكونغو في الستينيات مثلت أول تجربة أفريقية لصراعات الحرب الباردة التي سعى خلالها كل واحد من القطبين المهيمنين إلى محاصرة نفوذ القطب الآخر في مناطق العالم المختلفة، ويمكن تفسير تدخل الولايات المتحدة الأمريكية وبلجيكا وبريطانيا في ذلك الوقت بالرغبة في القضاء على المد الثوري والاتجاه اليساري الذي يمثله لومومبا وأنصاره، ومن ثم منع وقوع الكونغو في دائرة النفوذ الشيوعي، فضلاً عن الرغبة في السيطرة على الموارد الكونغولية، وقد كان التدخل الأساس في زائير خلال أحداث شابا في السبعينيات وهو من أجل حماية نظام الرئيس موبوتو سيسي سيكو الذي يعد من أهم رعاة المصالح الغربية في المنطقة، كما يعد حاجزا أمام امتداد النفوذ الشيوعي في القارة، لاسيما في الجنوب الأفريقي .
أكدت الدراسة أن التدخل الفرنسي والبلجيكي في بداية التسعينيات كان يستهدف بالأساس إجلاء الرعايا الاوربيين وتأمين عملية ترحليهم، بخاصة بعد تدهور الأوضاع الأمنية في زائير واغتيال السفير الفرنسي في كينشاسا عام ١٩٩١، وينطبق الأمر ذاته على التدخل الغربي في الاضطرابات التي اندلعت في زائير عام 1991، وفي تشرين الأول عام ١٩٩٦ اندلعت حركة تمرد مسلحة في شرق زائير ضد نظام الرئيس موبوتو سيسي سيكو، في حين اعتمد الرئيس موبوتو سيسي سيكو على دعم بعض الأطراف الإقليمية الأخرى، غير أن حركة التمرد تمكنت من حسم الصراع المسلح لصالحها للإطاحة بنظام الرئيس موبوتو سيسي سيكو، خلال سبعة أشهر فقط، بعد اثنين وثلاثين عاما قضاها في السلطة عام ١٩٩٧ ، وذلك بفضل الأوضاع الداخلية المواتية والدعم الإقليمي، والمناخ الدولي الملائم.



