كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش التكوين النحوي للخطاب الحجاجي في شعر المتنبي
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش التكوين النحوي للخطاب الحجاجي في شعر المتنبي
كتب / إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ (التكوين النحوي للخطاب الحجاجي في شعر المتنبي ) .
هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة هدى نجاة رشيد ، وأشرف عليها المدرس الدكتور حسام غضبان جاسم ، الى تسليط الضوء على جهد شاعر فذ في صناعة الشعر ألا وهو المتنبي في مجال التوظيف النحوي، الذي استعمله الشاعر في تكوين الخطاب الحجاجي، إذ توجهت هذه الدراسة للعناية بتحليل النص الشعري وبيان قوة العامل النحوي فيه ومعرفة مدى تأثيره واشتغاله في الخطاب الحجاجي ، وإنها تعمل في البؤرة العميقة للنص الشعري وربطها بالبنية السطحية، وإظهار ما أراد الشاعر تحقيقه في نفس المتلقي .
توصلت الدراسة الى إنَّ التكوين النحوي منظومة من العناصر التي يؤثر بعضها في بعض، ليكون نسيجًا من العلاقات المرتبطة بنظام وتعمل هذه العناصر من أجل إنتاج المعنى عن طريق الارتباط الوثيق بين الألفاظ وأصولها الحسية، والعلاقات التي تعتمد على التجريد الذهني ، وقد كشفت الدراسة عن وجود لفظ (التكوين) في شعر المتنبي بدلالة الإيجاد، كما هو موجود في كتب اللغة والمعجمات العربية القديمة والحديثة .
كشفت الدراسة عن امتلاك المتنبي عقلًا متفلسفًا في صياغة العبارات الفلسفية وترويضها في تحقيق غايات معينة لا يعرفها إلا هو، وهذا مما وضع العلماء في حيرة من أمرهم في شرح معاني أبياته الشعرية وتفسيرها، وهذا مما دفعهم أيضًا إلى كثرة الدراسات والتأويلات في شعره (من عصره إلى يومنا هذا) ، وقد بينَّت الدراسة تلاعب المتنبي بالأساليب النحوية وخروجه عن المشهور والمألوف بغية تحقيق اغراضه المنشودة، فضلًا عن اقتداره على التحليق في الفضاء اللغوي والنحوي والبلاغي والفلسفي الذي ساعده على ذلك . وكذا معرفته العميقة بأسرار العربية بألفاظها وصرفها ونحوها ودلالاتها، وبذلك يعد موسوعيًّا ولغويًّا ونحويًّا بجانب عمله الشعري، وهذا مما دفع العلماء إلى النظر في شعره أكثر من غيره من الشعراء.
بينت الدراسة عن وجود خرق للقواعد النحوية من لدن الشاعر، وهذا مما شكل ظاهرة بارزة في شعره، كونتها ثقافته اللغوية والنحوية الواسعة، وكان خروجه عن المألوف والمشهور في قواعد النحو كثيرًا ما دلَّ على تمرده على اللغة بما يلائم روح شعره ومناسباته الصوتية، ومن الأسباب في ذلك ما رصده البحث من أن المتنبي كان يلتقي مع الفرزدق الذي كان كثيرًا ما يخرج عن القياس النحوي ، وعن وجود معضلة كبيرة عند شرَّاح ودارسي شعره قديمًا وحديثًا في تخريج استعمالاته النحوية وتأويلها كأنه أراد أن يقول لهم: علينا أن نقول وعليكم أن تتأولوا ، وجدنا أن استعمالاته للأساليب النحوية لها سند قوي في كلام العرب المنظوم والمنثور، وهذا مما يدلل على أنه لم يستأثر بها.