كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش المخيلة الشعرية – دراسة نقدية في شعر خالد الداحي
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش المخيلة الشعرية – دراسة نقدية في شعر خالد الداحي
كتب / إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ (المخيلة الشعرية – دراسة نقدية في شعر خالد الداحي ) .
هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة جنان أحمد زيدان خلف ، وأشرف عليها الاستاذ المساعد الدكتور علاء حسين عليوي ، الى تقصي مكونات اشعر خالد الداحي ، وأثر المخيّلة في تشكيلها .
توصلت الدراسة الى استنتاجات عدة منها إن مفردات المعجم العشري تنوّعت لديه، وكان بعض هذه المفردات مستق من فنه الشعري، إذ أضفى أوصافاً على ما يستحق من منزلة ومكانة ، وكان للزمن أثره في نفسية الشاعر، فتكررت ألفاظ السنين مرات عدة في شعره، مما يحيل على العلاقة الأبدية بين الإنسان والزمن، هذه العلاقة التي ظلت على مدى التجربة الشعرية في توتر دائم ، ومن الأساليب الانشائية في شعر الداحي استخدامه أسلوب الاستفهام بأدواته كافة، ما يعني بقي يطرح الأسئلة التي يحاول إيجاد الجواب من دون فائدة، وكذلك استخدامه أسلوب النهي عبر (لا) الناهية، أو من خلال فعل الأمر، ومن الأساليب التركيبية التي كثر ورودها في شعره أسلوب التقديم والتأخير ولا سيما تقديم الخبر(شبه الجملة) على المبتدأ النكرة في كثير من قصائده.
وضحت الدراسة تنوع تشكيل الصورة عند الشاعر خالد الداحي، فهو شاعر متكمن من أدواته، له رؤيته الخاصة تجاه المواقف والحياة، فعبّر عن هذه الرؤية بأسلوب مباشر مرة وبأسلوب إيحائي مرة أخرى، وكذلك له خياله الفذ الذي ينطلق به متجاوزاً حدود الواقع، راسماً عبر كلماته وصوره عالماً خيالياً يكون فيه أقرب الى عالم المتصوفة الذين تتماهى أمامهم حدود الزمن وينشأ أشبه ما يكون بالاتصال الروحي ، وللشاعر أدواته الخاصة التي من خلالها يمكنه أن يوجد بها صوره، ولعل اللغة تبقى الأداة الأساس لدى الشاعر في عمله، فهي أشبه بالأصباغ لدى الرسّام، فمن خلالها يلون لوحته، وهي كذلك أقرب إلى الرخام عند النحات الذي ينحت من خلاله أعماله ويشكلها، فالشاعر رسام، يخلق من العدم عالماً صورياً يبثُّ فيه الحركة والحياة.
أكدت الدراسة إن اللغة لم تكن وحدها هي المعين للشاعر في تشكيل صوره ، ما لم يستعن بأدوات لعل أهمها أساليب البيان من(تشبيه واستعارة وكناية وأضداد) التي تمنح الصورة حيوية وحركة، ولعل الاستعارة الكنائية كانت أهم هذه الوسائل ، وتتجلى أهمية المخيّلة في شعر الشاعر من خلال إيراد صوره الشعري التي تنوّعت مصادرها كان أهمها الواقع ، فليس هناك خلاف عن أهمية الواقع وأثره في تشكيل الواقع، وكذلك كان للتراث بكل مناحيه أثره في تشكل هذه الصور، و كان للمخيّلة الدور الرئيس في تشكيل الإيقاع الداخلي في شعره، والذي يتوّلد من ترديد بعض الأحرف بشكل واضح، وكذلك صيغ الكلمات سواء أكانت من الناحية الصرفية أم العروضية، وكذلك الجناس(التام والجزئي)، فضلاً عن التكرار في الكلمات وبنسبة أقل في حروف المدود، وردّ العجز على الصدر، أما التضعيف فقد جاء بنسبة أقل، إذ لم يرد إلا بنسبة قليلة جداً.