
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش تقويم الفكر الحجاجي عند الباحثين العراقيين
كتب/ إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ (تقويم الفكر الحجاجي عند الباحثين العراقيين ) .
هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة (زينب عودة عباس) وأشرف عليها الأستاذ المساعد الدكتور عمار عبد الستار محمد ، إلى التعرف على الفكر الحجاجي عند الباحثين العراقيين .
توصلت الدراسة إلى استنتاجات عدة من أبرزها إنَّ الحجاج موجود في الظواهر اللغوية، البنيوية، والتركيبية، والدلالية، والمعجمية، فالحجاج دراسة دلالية تداولية وأن العمل الحجاجي هو عمل دلالي كلامي يجعل اللغة تحمل في ذاتها بعدًا حجاجيًّا وذلك بالاستناد إلى النظم، والحجاج هو أداة دراسة الأفكار مهما تعددت وتنوعت سواء اختلفت هذه الأفكار أم اتفقت، وقد بذل الباحثون العراقيون جهدًا وسعيًا كبيرين في دراسة الحجاج تنظيرًا وتطبيقًا، والذي احتل مساحة واسعة من الدراسة والبحث فأصبح مستقطبًا لاهتمام أولئك الباحثين؛ وذلك بسبب حضوره الكلي أو الجزئي في مختلف أنواع الخطابات (الفلسفية، والأخلاقية، والأدبية، والقضائية، واللسانية، وحتى السياسية والاجتماعية، والفنية، وما إلى ذلك من الخطابات المتنوعة).
أكدت الدراسة أن الاختلاف بين رسائل الماجستير واطاريح الدكتوراه يظهر في أسلوب الباحثين العراقيين لا سيما في دراسة الروابط الحجاجية والعوامل الحجاجية، فالباحث في دراسة الماجستير يعتمد على الإطالة في التنظير والاختصار في التحليل، على خلاف الباحث في الدكتوراه الذي يعتمد الإيجاز في التنظير، والإسهاب في التحليل والتوضيح؛ لأنه قد وصل إلى مستوى أعلى من حيث قدراته الفكرية والمهارية، وقد اتكأ الباحثون بعضهم على بعض في دراسة الحجاج لا سيما في الجانب التنظيري، فضلًا عن دراسة الوسائل أو الآليات الحجاجيّة اللغوية (كالعوامل والروابط والسلالم الحجاجية)، وهذه الآليات هي التي ساعدت الباحثين في الإفادة من بعضهم البعض فهي ترجع إلى نظرية واحدة وهي نظرية (الحجاج اللغوي) لديكرو وأنسكوبر.
وضحت الدراسة أن الجانب التنظيري غلب على الجانب التطبيقي في دراسات الباحثين العراقيين للحجاج، وكان لدراسة الكتب والمؤلفات النصيب الأكبر في التطبيق، إذ بلغ عدد الدراسات (خمس عشرة) دراسة ثم جاءت النصوص القرآنية والتي أيضًا كان لها نصيبًا كبيرًا في الدراسات الحجاجية، إذ جاءت بواقع (أربع عشرة) دراسة، وسبب كثرة الدراسات لهذه النصوص هو غايتها في إقناع المتلقين، ثم جاءت دراسة الدواوين الشعرية والنثرية والتي بلغت (اثنتا عشرة) دراسة. أما التفسير فكان نصيبه قليلًا في الدراسات الحجاجية إذ اقتصر على دراستين فقط، لم يدرس أحد من الباحثين العراقيين الحجاج اللغوي في الحديث النبوي الشريف أو في الصرف بشكل مستقل، ولم يخصص الباحثون دراسات مستقلة للسلالم الحجاجية أو الروابط الحجاجية أو العوامل الحجاجية فلم نجد دراسة حملت هذه العنوانات سوى دراسة واحدة للباحث (محمد ياسر مهدي) التي حملت عنوان (العومل والروابط الحجاجية في السور السبع الطوال).


