كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش شعر عمر السّراي – دراسة نقديّة
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش شعر عمر السّراي – دراسة نقديّة
كتب / إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ (شعر عمر السّراي – دراسة نقديّة ) .
هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة نور فاضل اسماعيل ، واشرف عليها الأستاذ الدكتور إياد عبد الودود الحمداني ، إلى دراسة شعر عمر السراي بعد أن بلغ مرتبةً يستحقُ على إِثرها أَنْ يُدرس أكاديميًا؛ لما في شعرهِ من تنوعٍ موضوعي، وبناءٍ قائمِ على الابتكار في الكثير من المواضع.
توصلت الدراسة إلى استنتاجات عدة كان من أبرزها أن المعجم الشعريّ للشاعر السّراي يزخر بألفاظ الطبيعة، التي عبّر بوساطتها عن الذات التي تجمع المتناقضات بالأبعاد الفلسفية التي تبحث عن الوجوديّة والخلق والتكوين، وقد شابت دوال تلك الألفاظ الأحزان؛ مُشكلة مظهرًا تصويريًا فاعلًا. ويُشكّل (الماء – الطين – النخلة) في الذاكرة الجمعية العربيّة مكانةً في اللّغة الإبداعيّة العربيّة، وقد وظّفَتْ هذه الرموز بوجهٍ جليّ في قصائده؛ فالطين يرتبط بالبدايات الأولى للخلق والتدوين في وادي الرافدين، وكذا الطين والنخل. وقد أظهرت مستويات الأداء اللّغوي انساقًا اجتماعيةً من الثقافة الغربية، ولاسِيَّمَا في قصيدة (مشاهد حرة)، شكّلت ملمحًا أسلوبيًا واضحًا في قصائده.
وضحت الدراسة إن الألفاظ والمفردات المحكيّة الشعبيّة كشفت مدى عناية الشاعر بثقافة المتلقي، واختياره اللّغة الميسورة في التعبير عن التجارب العاطفية؛ لأَنَّها متداولة بين العامة، ووسيلة اتصال سهلة في إيصال رسالته وأفكاره إِلى الآخرين. وقد باتت عتبة العنوان ذات خصوصية في التوظيف الشعري؛ فهي أصلٌ بنائيٌ مهمُ ينسجم مع الوحدة الموضوعية للقصيدة، ويُشكّل العنوان في بعض قصائده مهيمنة دالّة كما في قصيدة (غريب بلا خليج)، و(حمد مرّة أُخرى)، و(وصايا العائد). ومثلّت الحرب ثيمة فاعلة في شعر عمر السّراي؛ فقد بُنِيتْ عليها عتبات العنوانات، كما في قصيدة (إطلاقة22، صور من المحرقة، قلم ورصاص، قنبلة، مشاجب الأسى، بعيدًا عن الحرب، دفاع). وتوظيف الأمكنة في شعره قد جاء فاعلًا وأسهم في شعريّة نصوصه؛ لما يُظهرهُ من غرابةٍ وأصالة. ومثلّت ظاهرة تداخل الأجناس في شعر السّراي مُولّدًا شعريًّا في مقامات تصويرية فاعلة، ولاسِيَّمَا عند توظيفه للأغاني الشعبيّة الأصيلة التي كان بعضها معاصرًا.