
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش عوارضُ التركيبِ اللّغويِّ في شِعر السيّاب
كتب / اعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ديالى رسالة الماجستير الموسومة بـ (عوارضُ التركيبِ اللّغويِّ في شِعر السيّاب ) .
هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة نور فالح لطيف, واشرف عليها الأستاذ الدكتور غادة غازي عبد المجيد ، إلى التعرف على عوارضُ التركيبِ اللّغويِّ في شِعر السيّاب .
توصلت الدراسة إلى استنتاجات عدة ابرزها إن لغة السياب الشعرية انمازت بالخصوبة والثراء، وذلك لكفاءة الشاعر ومقدرته العالية في استثمار اللغة وتجاوز سننها النحوية والدلالية؛ لتحقيق عوالم جمالية تتسم بمفاجأة المتلقي وإثارته، وغوره في دلالات النص البعيدة والمتنوعة, وإن الوجود الريادي لشعر السياب قائم على البنية اللغوية المنبثقة من ذاته الإبداعية، ومن نظرة الشاعر إلى الموروث اللغوي القديم، ومن تأثر الشاعر بالشعر الغربي، وهي ريادة تمثلت في توظيف الشاعر للآليات اللغوية المتحققة في نصوصه على صعيد الشكل والمضمون, وكان شعر السياب حافلا بالأساليب والتراكيب اللغوية التي عدلت من الأصل اللغوي المتعارف عليه في الدرس النحوي، وإن العدول التركيبي في شعر السياب لم يكن اعتباطيا، بل كان لدواع وأغراض بلاغية متنوعة بتنوع السياق الذي وردت فيه, كما اتجه السيّاب في قصائده الشعرية نحو آليات حديثة، وتقنيات إبداعية متنوعة، مما أدى إلى إثراء النص دلاليا وإبعاده عن النمطية الشائعة.
بينت الدراسة إن السياب استعمل العوارض التركيبية في شعره، وبرع في توظيفها بوصفها ظواهر فنية جمالية ترمي إلى مفاجأة المتلقي ومخالفة توقعاته للوصول إلى الشعور بالمتعة في قراءة النص والتفاعل معه، ومن ثم الوقوف على دلالات هذه الظواهر وأغراضها, كما تعددت أساليبه وتنوعت تراكيبه وفقا للبواعث النفسية والاجتماعية والسياسية لديه؛ فترتيب الكلمات داخل التركيب اللغوي يعتمد على الفكرة أو المقصد المراد التعبير عنه، فإن أي تغيير في مواضع الكلمات داخل الجمل يحدث تغييرا في الدلالة، وهنا تكمن أهمية العوارض التركيبية المتمثلة بالتقديم، والتأخير، والحذف، فضلا عن المطابقة والاعتراض, كما تعد العوارض التركيبية تقنيات أسلوبية تكسب النص الشعري سمة الخصوصية الحداثية، وتثريه بالقيم الجمالية والإبداعية؛ إذ تصوغ معان وتراكيب جديدة مغايرة للمألوف والمعتاد .


