كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش وكالة الأمن القومي الأمريكي (1952-1974) دراسة تاريخية
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش وكالة الأمن القومي الأمريكي (1952-1974) دراسة تاريخية
كتب/ إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ (وكالة الأمن القومي الأمريكي ( 1952-1974) دراسة تاريخية ) .
هدفت الدراسة التي قدمها الطالب ليث خليل حمود ، وأشرف عليها الأستاذ المساعد الدكتور نبيل خليل إبراهيم ، إلى التعرف على أهمية الوكالة في الاستراتيجية الأمريكية، ونشاطها ومواقفها من بعض أَبرز الأحداث التاريخية التي شهدها العالم خلال الحقبة المذكورة .
توصلت الدراسة إلى استنتاجات عدة كان من أبرزها إِنَّ الجذور التاريخية لتأسيس أجهزة الاستخبارات الأمريكية عميقة وقديمة تعود إِلى بداية تأسيس الدولة وإعلانها الاستقلال عن بريطانيا منذ ثمانينيات القرن الثامن عشر الميلادي، وإِنَّ ذلك القدم يعطينا صورة واضحة المعالم عَمَّا كان يفكّر به الآباء المؤسسون للولايات المتحدة الأمريكية من ضرورة إنشاء أجهزة يمكن بوساطتها حماية الدولة الناشئة وتثبيت أركانها، وقد حاولت الحكومات الأمريكية المتعاقبة أَنْ تستفيد من كُلّ ما توفر لديها من إمكانات لتطوير أجهزة استخباراتها سواء كان ذلك بالخبرات الدولية، ولاسِيَّمَا البريطانية منها في أثناء مرحلة التأسيس الأولى، أو بوساطة توفر الأرضية اللازمة لها وما تتطلبه من احتياجات لوجستية ومالية.
بينت الدراسة إن إنشاء وكالة الأمن القومي الأمريكي لم يأتِ من فراغ، إذ أثبتت التجارب الطويلة التي مَرَّت بها الدولة في أثناء مراحل صراعها المريرة، ولاسِيَّمَا على الصعيد الدولي وما واجهته من مخاطر بدأت تصل إِلى العمق الداخلي المحلي لأمريكا، ضرورة حماية الأمن القومي بشتى الطرائق والوسائل، وعليه ظهرت إِلى العلن وكالة الأمن القومي الأمريكي، لتأخذ ذلك الدور المهم والخطير في حماية الدولة. وتمكنت الوكالة وفي أثناء الحقبة التاريخية موضوع الدّراسة (1952-1974) من تحقيق الكثير من الإنجازات التي حفظت بموجبها الأمن القومي الأمريكي، وعملت جاهدة من أَجل دعم حلفائها ومصالحتها حول العالم، وإِنْ كان هناك الكثير من التدخلات التي أقحمت فيها الوكالة، ولاسِيَّمَا الحرب المصرية – الإسرائيلية، التي تعطينا صورة واضحة عن ارتباط العمل الأمني الأمريكي بارتباطها الدولية الخارجية، إذ لم تتمكن من العمل بعيدًا عن توجهات السياسة الخارجية للحكومة الأمريكية كَكُلّ.
بينت الدراسة أنه وعلى الرغم من كُلّ الإنجازات التي حققتها الوكالة والخدمات التي قدّمتها، إِلَّا أَنَّها تعرّضت مثل بقية الأجهزة الأمنية الأمريكية إِلى الكثير من الإخفاقات والهنات، التي انعكست بصورة سلبية، ولاسِيَّمَا إخفاقاتها المتكررة أمام أجهزة الاستخبارات السوفيتية، وهو ما يدل بصورة قاطعة على أَنَّ العمل الاستخباراتي لا يخلو من نتائج سلبية وانعكاسات خطيرة حتّى على رأس الهرم في سلطة العمل الإداري للوكالة، وهذا ما يفسر لنا سبب التغييرات الكثيرة التي تعرّضت لها الوكالة سواء في تحديث المناصب الإدارية، أو استحداثات هيكلية إدارية جديدة، أو تغيير المدراء.