
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش الخطاب الإشهاري في الشعر العراقي المعاصر – دراسة نقدية
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش الخطاب الإشهاري في الشعر العراقي المعاصر – دراسة نقدية
كتب/ إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة ديالى اطروحة الدكتوراه الموسومة بـ (الخطاب الإشهاري في الشعر العراقي المعاصر – دراسة نقدية ) .
هدفت الدراسة التي قدمها الطالب محمد جميل مصطفى وأشرف عليها الأستاذ المساعد الدكتور جاسم محمد حسين ، إلى التعرف على الخطاب الإشهاري في الشعر العراقي المعاصر .
توصلت الدراسة إلى إنّ الخطاب الإشهاري صناعة ثقافية يروّج لثقافة المجتمعات, يتفق مع الخطاب العام في كونه جزء منه, ويختلف عنه في كونه يقدّم منتَجاً, ويطرح أفكاراً, ويعرض خدمات ويسوّقها للمتلقي لكسب ودّه ودفعه لاعتناق الأيديولوجيات المصدَّرة له واقتنائها, بعد دفعات حجاجية ترويضية تستهدفه ليتحقّق الإقناع, والخطاب الإشهاري يعمل على إعادة تشكيل وعي المتلقي ورسم رؤية جديدة للعالم في مخيّلته. وقد ارتبط الخطاب الإشهاري بالإعلان, والإعلام, والدّعاية واعتمد تواصلياً مع المتلقي على مبدأ الترويج والتّسويق والإغراء من خلال العزف على وتر التأثير العاطفي والذهني.
أكدت الدراسة إن الشاعر العراقي المعاصر استثمر آليات واستراتيجيات ووسائل وطرائق مختلفة ومتعدّدة في سبيل إيصال رسائله الإشهارية التي تحمل مقاصده الأيديولوجية إلى المتلقين ، وقد وظّف الشاعر العراقي المعاصر عتبة العنوان ليمرّر من خلالها إرسالياته الإشهارية؛ وذلك لما يمتلكه العنوان من طاقات حجاجية قائمة على الحث والإغواء والإغراء والجذب الذي يرتكز على الإقناع السّرّي الخفي بوصفه – العنوان – أهم عتبة من عتبات النّصوص الموازية؛ وذلك لما يمتلكه من نظام سيميائي محمّل بالأبعاد الدلالية والرمزية المغرية للمتلقي, خصوصاً في العناوين الخارجية التي تمتّعت بسلطة وهيمنة وتأثير كبير إشهارياً قياساً إلى العناوين الداخلية التي كانت سلطتها وهيمنتها أقل، وكذلك استغلَّ الشاعر العراقي المعاصر خطاب الإهداء لإشهار أفكاره الأيديولوجية؛ لما يمتلكه من طابع تواصلي بين الأنا والآخر. كذلك استثمر الشاعر العراقي المعاصر المقدّمات في مجاميعه الشعري.
بينت الدراسة إن الشاعر العراقي المعاصر وظّف الأسطورة في نصوصه الشعرية للترويج لأفكاره وتصوّراته, فقد فهم أنّه من خلال توظيف الأسطورة يستطيع أن يبعث برسائل أيديولوجية يُشهِر من خلالها موقفه من العالم ورؤيته المعاصرة نظراً لاختلاط الأسطورة بسيرورة الخداع والمراوغة, فمن خلالها يستطيع استمالة المتلقي وجذبه وحثّه على اقتناء بضاعته الفكرية (السياسية والاجتماعية والثقافية والأدبية) التي يروّج لها بوصفها – الأسطورة – مصنعاً للميول والرغبات, وهذا ما جعل الشاعر العراقي المعاصر يستثمرها في نصوصه لمعرفته المسبقة بمدى تأثيرها الحجاجي على أذهان ومشاعر وعواطف المتلقي منتظراً منه الاستجابة ليتحقّق الاقتناع الذّهني والعاطفي.