كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش الأثر السياسي والاقتصادي والاجتماعي لبنو تميم في ديالى 1914-1958
كتب/ إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية في جامعة ديالى رسالة الماجستير الموسومة بـ ( بنو تميم وأثرهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي في ديالى 1914-1958 ) .
هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة إيلاف جاسم فرهود، واشرف عليها الأستاذ الدكتور قحطان حميد كاظم إلى التعرف على الأثر السياسي والاقتصادي والاجتماعي لبنو تميم في ديالى 1914-1958.
توصلت الدراسة إلى استنتاجات عدة كان من أبرزها ان توطد استقرار قبيّلة بني تَمِيم في دَيالى وأصبحت أكثر تنظيمًا وتأثيرًا في المجتمع العراقي المعاصر؛ وذلك نظرًا لتميز موقع العراق الاستراتيجي، ووفرة المياه فيه وخصوبة أراضيه، واستمرت تلك الهجرات في مدة الحكم العثماني، وتنقلت في أماكن عديدة من العراق واستقر قسمٌ كبير منها في مناطق دَيالى لاسيّما في شهربان وبلد روز والخالص. وقد احتلت قبيلة بَني تَمِيم في دَيالى مكانةً مهمةً قدَّر لها أنَّ تؤدي دورًا بارزًا في الكثير من الأحداث السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة ، إذ اكتسبت أهميتها من تاريخها العريق وسعة انتشارها وكرمها وشجاعتها وحكمة رؤسائها.
أكدت الدراسة إن قبيلة بني تَمِيم تركت أثرًا واضحًا في الحياة السياسيّة في العراق ولاسيّما في لواء دَيالى أواخر الحكم العثماني وفي مدة الاحتلال والانتداب البريطاني واستمر أثرها السياسي حتى نهاية الحكم الملكي سنة(1958م)إذ كان لقبيلة بني تَمِيم في دَيالى مواقف وطنيّة من السلطة العثمانيّة المتأخرة ومن ثم الإدارة البريطانيّة، إذ رفضت الاحتلال البريطاني وجهزت العشرات من المقاتلين لدعم حركة المقاومة لاسيّما في معركة الشعيبة سنة(1915م) فضلًا عن إرسال الأموال المطلوبة لإدامة حركة المقاومة في منطق الجنوب العراقي ، كذلك إسهامها الفعال في أحداث ثورة العشرين الوطنيّة لاسيّما في جبهات شهربان والخالص وبعقوبة واتضح دور زعيمها الوطني الشيخ حميد الحسن الذي لمع اسمه في تلك الحوادث العظام، ولاسيّما في ثورة العشرين الوطنيّة التحرريّة، وهذا ما انعكس إيجابيًا على موقف بني تَميم مــــن تأسيس الدولة العراقيّة الحديثة وتتويج ملكها فيصل الأول، وتوطدن علاقات رؤساء القبيلة ومشايخها مع الأسرة الملكيّة وكانوا خير ظهير لها في أوقات الشدة والرخاء.
وضحت الدراسة إن أثر بنو تَمِيم في تحسين الحياة الاقتصادية والاجتماعيّة في دَيالى لاسيّما بعد أن استقرت معظم عشائر بني تَمِيم في ديالى في المناطق الريفيّة حيث توافــر الأرض الخصبة والمياه، وعملت بشكل رئيس فـــي الزراعة وتربيّة الحيوانات وبعــض الأعمـــال الحرفيّة البسيطة، وتأتى دورها ذلك عن طريق امتلاك الأراضي الزراعيّة وإعمارها لتعود بالفائدة على المجتمع المحلي لدَيالى، ومن الأهميّة بمكان، أن نشير إلى الأثر الاجتماعي الواضح لبني تَمِيم في بناء علاقات اجتماعيّة قويّة ومتوازنة في دَيالى، إذ اجتهد شيوخها من ذوي الجاه والحكمة والقَدرِ الكبيّر من الشجاعة والكرم، على فض الكثير من المنازعات القبليّة والعشائريّة التي كانت ديدن المجتمع العراقي القبلي يومذاك .