
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش النثرُ فِيْ عصرِ بَنيْ الأحْمَرْ (دِراسة حجاجيه)
كتب / إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ (النثرُ فِيْ عصرِ بَنيْ الأحْمَرْ(دِراسة حِجاجية) ) .
هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة ذرى نهاد عبد العزيز, واشرف عليها الأستاذ الدكتور لؤي صيهود فواز إلى التعرف على النثرُ فِيْ عصرِ بَنيْ الأحْمَرْ(دِراسة حِجاجية) .
توصلت الدراسة إلى استنتاجات عدة ابرزها إنّ الحجاج كان مفهوماً ومنهــــــجاً متجذراّ في التراث العربي القديم، وإنّ كان الحجاج وافداً من الغرب ، إلا إنّ الأديب العربي يعرفه وليس وليد اليوم ، وإن كانت هناك اختلاف في المفاهيم والمصطلحات ؛ الا إنّ ملامح الحجاج أصبح أكثر وضوحاً وتماسكاً عند النظرية البرلمانية, وبعد الاطلاع نجد انّ بيرلمان، نجح في إحياء البلاغة من جديد، وذلك وفقاً لمساهمته في ميدان الحجاج ضمن مؤلفه (مصنف في الحجاج) ، أو (البلاغة الجديدة )، والتي هي عودة قوية لبلاغة الإقناع ، مرتكزاً على النظرية القديمة، والتي وضع أسسها ارسطو، المتمثلة بالخطابة والجدل وفي الوقت نفسه حررها، من قيود صرامة المنطق والاستدلال الارسطي, كما أن بيرلمان ، خلّص البلاغة من المغالطات والتلاعب بعواطف الجمهور بخداع المنطق وتضليل الحقيقة بما تسمى بسُفسطائية ، فقد اعاد بعثها في ثوبٍ جديد، لها وظيفتها وتقاناتها الخاصة بها , يستخدمها المخاطب أو الكاتب، بهدف التأثير الفعلي والعملي، في المتلقي تأثيراً ذهنياً وعاطفياً ، أو قبول دعواه وتصديقه .
بينت الدراسة ارتباط البلاغة الجديدة بأصول الفكر الأرسطي التي تجمع بان بيرلمان ربط بلاغته الجديدة بأصول الفكر الارسطي، التي تجمع بين الامتاع والاحتجاج، من أجل تحقيق خطاب اقناعي في الأفكار، على وفق التأثير على المتلقي، ولم تعد التعابير المجازية مقتصرة على ابهار المتلقي فحسب، بل هناك تقنيات للحجاج؛ يستخدمها الخطيب لصناعة الإقناع برسم مخططاً حجاجياً أو استراتيجية متقنة لألقاء خطابه لكي يحظى بالقبول والإذعان ، المتمثلة في (مناسبة الخطاب لمقتضى الحال ، وبراعة الاستهلال ، والايقاع الداخلي للرسائل، مثل السجع والجناس والتوازي الإيقاعي)، وهذا ما رصدناه عند كتّاب بني الأحمر في رسائلهم وخاصة في رسائل الاستنجاد وفي رسائل الاستنفار و الرسائل الحربية وفي رسائل الفتح ، باستخدام مقدمات تضمن لهم تحقيق الأهداف المنشودة، بوسائل تأثيرية وإقناعية؛ تُثير عواطف وانفعالات المخاطب لدعم خطابهم وكسب تأييدهم في قضيتهم المطروحة .


