
كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش اتجاهات الباحثين العراقيين في دراسة التذكير والتأنيث
كتب/ إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية رسالة الماجستير الموسومة بـ (اتجاهات الباحثين العراقيين في دراسة التذكير والتأنيث ) .
هدفت الدراسة التي قدمتها الطالبة مريم محمود علوان ، وأشرف عليها الأستاذ المساعد الدكتور نوفل اسماعيل صالح إلى التعرف على اتجاهات الباحثين العراقيين في دراسة التذكير والتأنيث .
توصلت الدراسة إلى استنتاجات عدة كان من أبرزها إن الدّراسة أثبتت أهميّة الدراسات التّاريخيّة والمقارنة في معالجة بعض الجوانب المتعلّقة بالتّذكير والتأنيث في العربيّة، ولا سيما فيما يتعلّق بعلامات التّأنيث وأصل منشئها وتطوّرها في العربيّة، غير أنّ الذي يواجه الدّارس في هذا الجانب ضآلة المعلومات وصعوبة الاعتماد عليها كونها لا تخرج عن دائرة الافتراض والتّرجيح، وقد أظهرت الدّراسة عدم جدوى البحث في ظاهرة التّذكير والتّأنيث من جوانب فلسفيّة ومنطقيّة؛ فإذا كانت بعض الجوانب المتعلّقة تقوم على أساس منطقي، فإنّ هناك جوانب أخرى كثيرة لا يمكن توجيهها على هذا الأساس بأي شكل من الأشكال، ولا سيما فيما يتعلّق بالمؤنّثات المعنويّة، ففي الوقت الذي نجد فيه كلمة من الكلمات المجازيّة مذكّرة في العربيّة؛ نجد اللفظة عينها مؤنّثة في لغات أُخرى؛ فضلًا عن ذلك أنّ اللغات لا تسير كلها على أساس واحد في تصنيف الكلمات على مذكّرها ومؤنّثها، فإنّ بعض اللغات قد أضافات قسمًا ثالثًا وهو المحايد.
أبرزت الدّراسة عناية فائقة من لدن الدّارسين العراقيّين بتراث التّذكير والتأنيث من خلال توجّههم إلى إخراجه متمثّلًا بتحقيق كتب التّذكير والتّأنيث؛ وقد برز هذا الاتّجاه مبكّرًا منذ ستّينات القرن الماضي إلى يومنا هذا بدءًا بتحقيق الباحث إبراهيم السّامرائي لكتاب أبي موسى الحامض وانتهاء بتحقيق كتاب ابن السّكيت من لدن الباحث رياض كامل، وقد تبيّن للباحثة أن قضايا التّذكير والتأنيث وشواهدها لم تقتصر على الكتب اللغويّة، بل تعدّى ذلك إلى كتب العلوم الأخرى، ككتب شروح الحديث وكتب معاني القرآن؛ اتضح ذلك جليًّا من خلال توجّه بعض الباحثين إلى دراسة شواهد التذكير والتأنيث في شروح البخاري مثلًا، وسجّلت الدّراسة حضورًا ملفتًا لاتّجاه الدّراسات القرآنيّة، وكان لظاهرة المخالفة الجنسيّة والعدول بين المذكّر والمؤنّث النّصيب الأوفر من هذه الدّراسات، فضلًا عمّا حظيت به الشّواهد القرآنيّة من العناية والاهتمام، في ميادين متفرقة ومجالات عدة.
كشفت الدّراسة عن خلاف كبير بين الباحثين في تحديد علامات التأنيث، وهذا الخلاف امتداد للخلاف الذي وقع بين القدماء فيما يتعلق بهذه العلامات، غير أنّ الذي تطمئنّ إليه النّفس من تلك الآراء والذي عليه أغلب الجمهور أنّ هناك ثلاث علامات مشهورة للمؤنّث، وهي: التاء، والألف المقصورة، وأختها الممدودة، وقد شكّلت الألفاظ المسموعة، والتي يستوي فيها المذكّر والمؤنّث جزءًا كبيرًا من موضوعات هذه الظّاهرة، أعني ظاهرة التذكير والتأنيث، وقضاياها، ممّا ألقى عبئًا مضاعفًا على اللغويّين والباحثين المحدثين في تقعيد هذه الظّاهرة وإخضاعها لقواعد مطّردة.


