كلية التربية للعلوم الإنسانية تناقش الغزو المغولي للعالم الإسلامي في كتاب الحوادث الجامعة والتجارب النافعة في المائة السابعة المنسوب لابن الفوطي
كتب / إعلام الكلية :
ناقشت كلية التربية للعلوم الإنسانية بجامعة ديالى رسالة الماجستير الموسومة بـ (الغزو المغولي للعالم الإسلامي في كتاب الحوادث الجامعة والتجارب النافعة في المائة السابعة المنسوب لابن الفوطي (ت 723هـ/ 1323م) ) .
هدفت الدراسة التي قدمها الطالب (حيدر عدنان لايح), واشرف عليها الأستاذ الدكتور عبد الخالق خميس علي، إلى تسليط الضوء على الغزو المغولي للعالم الإسلامي في كتاب الحوادث الجامعة والتجارب النافعة في المائة السابعة المنسوب لابن الفوطي (ت 723هـ/ 1323م) .
توصلت الدراسة إلى استنتاجات عدة ابرزها أنّ روايات ابن الفوطي كانت دقيقة ومميزة ولاسيما فيما يتعلق بأحداث الغزو المغولي للعراق، وكانت رواياته عن بلاد الشام غير دقيقة في تواريخ بعض الأحداث التاريخية المهمة لقلت موارده من بلاد الشام ومصر بسبب العداء بين الدولتين ولأنّه معدود على الدولة الايلخانية وعلى الرغم من ذلك كان ينقل الروايات بحيادية وقليل المبالغات والميول مقارنةً مع مؤرخي المغول ومصر وبلاد الشام, وأنّ الغزو المغولي لمدينة بغداد عام 656هـ/1258م فتح الطريق أمامهم للتقدم إلى الجزيرة الفراتية وبلاد الشام نتيجة للإحباط الذي أصاب هذه المدن بعد التهويل والمبالغات في وحشيتهم على أنّهم لا يقهرون التي وصلت إليهم بعد أنْ أقدم المغول على إرسال رؤوس أهم القادة في الحكم العباسي الى الموصل لإيصال رسائل تهديد إلى المدن التي تقرر المواجهة .
بينت الدراسة أنّ المماليك حكام مصر يمتلكون صفات حميدة ميزتهم عن غيرهم في مواجهة الخطر الخارجي، هي على الرغم من الخلافات الداخلية التي تصل بينهم إلى حد القتل ولكن عندما يحدق بهم الخطر الخارجي يتوحدون في التصدي له، وهو ما فعلوه بالوقوف في وجه المغول وكسر شوكتهم في معركة عين جالوت عام658ه/1258م, كما أنّ المماليك تمكنوا من إصلاح جبهتهم الداخلية واتخاذ أسلوب جديد يختلف عن باقي المدن الإسلامية في مواجهة المغول من خلال الخروج لهم واتخاذ موقف الهجوم بدلاً من الدفاع الذي اعتادت عليه المدن الإسلامية في مواجهة الغزو المغولي, وأنّ هجمات المغول على بلاد الشام لم تتوقف بعد معركة عين جالوت656ه/1258 لأنّها ضمن مخططهم العالمي للسيطرة عليها، وأنّهم على اطلاع تام بأهمية موقعها الاستراتيجي, كذلك أنّ المغول أدركوا أنّ المماليك أصبحوا قوة لا يستهان بها مما اضطرهم إلى أنْ يعيدوا حساباتهم قبل الهجوم على تلك المناطق التي تقع تحت نفوذهم, وانهم تلقوا ضربةً قاسمة أخرى في معركة حمص الثانية عام 681ه/1283م بعد توحد قادتهم وتناسيهم للخلاف مثل ما فعلوا من قبل.